191

Al-Manaqib wa-l-matalib

المناقب والمثالب

Noocyada

قالوا: فقم معنا إليه لتشهد قولنا وقوله وتعلم أينا أولى بالحق.

فقال لهم: «يشهد ذلك منكم ومنه من هو أعلم به مني».

قالوا: ومن هو؟

قال عليه السلام: «الله بينكم وبينهم».

قالوا: صدقت ونعم ما قلت.

ومضوا إلى عثمان ودخلوا عليه فرحب بهم، وقد علم ما جاءوا له وسألهم عن حالهم، فذكروا إحداثه وعددوا عليه شيئا شيئا، وكل ذلك يرجع عنه ويتوب منه، حتى ذكروا له أمر الحكم وما استعظمه الناس من أمر رده وخلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فيه، فأبى رده.

فخرجوا وأخبروا بذلك عنه، فأتاه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له:

إنك قد أقدمت هؤلاء النفر الذين نفاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وإنا نذكرك الله والإسلام ومعادك إن كان لك معاد ومنقلب، فإنك مسئول عن ذلك وعن كل ما عملت، لما أخرجتهم كما أخرجهم رسول الله صلى الله عليه وآله ولا تخالف أمره، فقد علمت رأي صاحبيك الماضيين فيهم، وأن أحدا لم يطمع في ردهم عندهما.

فقال عثمان: هم عندي من المنزلة التي قد عرفتم من القرابة والحق، وقد مات رسول الله وإنما أخرجهم لكلمة بلغته عن الحكم، وقد كان أطمعني في أن يأذن لهم في القدوم، ولن يضركم مكانهم شيئا، وفي الناس من هو أشر منهم.

فانصرفوا عنه ولم يعطهم فيه هوادة، ولا رجع عن رأيه فيهم وأرسل إلى علي عليه السلام وقال: قد ترى ما قدم له هؤلاء القوم وهم إنما يريدون قتلي وأنا ابن عمك، وقد رماني الناس عن قوس، فتلطف في صرفهم ولك الله لأرجعن إلى كل ما تريده.

وأرسل إلى عمرو بن العاص بمثل ذلك وذكر له قرابته ورحمه.

فاجتمع علي عليه السلام مع القوم وقال لهم: «إن الرجل قد رجع عن كثير مما نقمه المسلمون عليه ووعد أن يرجع عن باقيه، وقد كتب لكم ثواب ما جئتم له».

Bogga 196