366

الضروري (1) فلا يسمع ، والفرض الذي ذكروه مما يمتنع (2) عقلا ، فإن من أنصف علم ان القرآن إنما نزل على محمد عليه السلام ، ولأن فيه من الآيات ما يدل على تخصيصه ، كقوله : ( وإذ أسر النبي ) (3)، ( ويوم حنين ) (4)، ( إذ تصعدون ) (5)، ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) (6)، ( إذ أخرجه الذين كفروا ) (7)، وغير ذلك من الآيات الكثيرة ، ولأن تجويز ذلك يستلزم حصول مفسدة عظيمة للمكلفين (8) كان يجب على الله تعالى إيضاحه لأجل زوالها.

ولأن الله تعالى صرف العرب عن المعارضة ، ولو كان الفرض (9) الذي ذكرتموه جائزا لما ساغ ذلك ، وهذا جواب القائلين بالصرفة ، وتجويز كون آيات التحدي من (10) عنده تجويز لإبطال الضروريات ، فانا نعلم بالضرورة تواتر القرآن بجملته وتفاصيله ، ولأجل ذلك لو زاد أحد فيه أو نقص لعلم كل عاقل ذلك ، وفي زمن الصحابة كان التشديد في حفظه أتم من ذلك حتى نازعوا في اسماء السور والتعشيرات.

وابن مسعود رجل واحد في مقابلة التواتر فلا تسمع معارضته ، ولأنه لم ينكر كونه منزلا ، وإنما أنكر كونه متلوا لأجل شبهة عرضت له.

Bogga 416