225

Management in the Era of the Prophet Muhammad (PBUH)

الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Daabacaha

دار السلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٧ هـ

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

وروى النسائي (ت ٣٠٣ هـ): «أن النبي ﷺ حبس رجلا في تهمة ثم خلّى سبيله» «١» وذكر الحاكم (ت ٤٠٥ هـ): «أن النبي ﷺ حبس في تهمة يوما وليلة، استظهارا واحتياطا» «٢» .
ويفيد النص أن النبي ﷺ كان يتحفظ على بعض الأشخاص المتهمين وهو ما سمّي فيما بعد «بالحبس الاحترازي»، ويذكر البيهقي (ت ٤٥٨ هـ): «أن النبي ﷺ حبس رجلا من جهينة أعتق شركا له في مملوك فوجب عليه استتمام عتقه ...» «٣» .
وتشير المصادر أن السجن لم يكن للرجال فقط، بل تعدى ذلك إلى النساء، فيروي ابن إسحاق (ت ١٥١ هـ) أن النبي ﷺ أرسل خيلا تجاه قبيلة طيّىء فسبت خيله بنت حاتم الطائي فجعلت في حظيرة بباب المسجد كانت النساء يحبسن بها» .
هذا وقد عرف السجن في الأمم الماضية، فتشير الايات إلى ذلك على لسان يوسف ﵇: ... قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي [يوسف: ٣٣] وقوله: فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ [يوسف: ٤٢] وكذلك وردت إشارة تبين مشروعية السجن، وذلك من خلال حديث القران عن عقوبة الزنا للنساء، وذلك في العهد المكي قبل نزول اية الجلد، فيقول الله تعالى: فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا [النساء: ١٥] .
والحبس في زمن النبي ﷺ ليس هو السجن في مكان ضيق وإنما هو تعويق الشخص، ومنعه من التصرف بنفسه سواء كان في بيت أو مسجد أو بتوكيل نفس الخصم أو وكيل الخصم عليه «٥» . ولهذا سماه النبي ﷺ أسيرا، كما روى أبو داود (ت ٢٧٥ هـ) وابن ماجه (ت ٢٧٥ هـ) عن الهرماس بن حبيب عن أبيه، قال: أتيت النبي ﷺ بغريم لي فقال لي: «الزمه»، ثم قال: «يا أخا بني تميم، ما تريد أن تفعل

- الإدارية (ج ١، ص ٢٩٤- ٢٩٥) .
(١) أبو داود، السنن (ج ٤، ص ٤٦، ٤٧) . النّسائي، السنن (ج ٨، ص ٦٨) . الحاكم، المستدرك (ج ٤، ص ١٠٢) . القرطبي، أقضية الرسول ﷺ (ص ٤) .
(٢) الحاكم، المستدرك (ج ٤، ص ١٠٢) .
(٣) البيهقي، السنن (١٠)، (ص ٢٧٤) . القرطبي، أقضية الرسول ﷺ (ص ٥) .
(٤) ابن هشام، السيرة (م ٢، ص ٥٧٩) . الخزاعي، تخريج الدلالات (ص ٣١٣) . الكتاني، التراتيب (ج ١، ص ٣٠٠) .
(٥) ابن تيمية، تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الدمشقي (ت ٧٢٨ هـ)، الفتاوى الكبرى، الطبعة الأولى، (١٣٩٨ هـ)، د. ت (ج ٣٥، ص ٣٩٨) .

1 / 235