Management in the Era of the Prophet Muhammad (PBUH)
الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Daabacaha
دار السلام
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٧ هـ
Goobta Daabacaadda
القاهرة
Noocyada
فخرص عبد الله بن رواحة خيبر أربعين ألف وسق «١» .
ويبدو أن عبد الله كان خبيرا بخرص الثمر، وربما كان وجوده في يثرب- وهي أرض ثمر وزراعة- قد أكسبه هذه الخبرة، فاختاره النبي ﷺ للقيام بهذه المهمة، وفي هذا دلالة على تقديم أصحاب الخبرة على غيرهم في مثل هذه الوظائف، ومن هنا فقد ذكرت الروايات أن عبد الله (ت ٥٨ هـ) كان حاذقا حازما في خرصه، نزيها عادلا في حكمه، فحاول اليهود أن يرشوه فأهدوا إليه مالا فرده عليهم وقال: «لم يبعثني النبي ﷺ لأكل أموالكم، وإنما بعثني لأقسم بينكم وبينه، ثم قال: إن شئتم عملت وعالجت وكلت لكم النصف، وإن شئتم عملتم وعالجتم وكلتم النصف، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض» «٢» وفي فترة لاحقة- بعد استشهاد عبد الله في مؤتة (٨ هـ) - بعث النبي ﷺ سهل بن خيثمة، والصلت بن معد يكرب، وفروة بن عمرو، فخرصوا ثمر في سنين متعاقبة «٣» .
واستعمل النبي ﷺ فروة بن عمرو على غنائم خيبر حتى قسمها على مستحقيها «٤»، ويبدو أن هذه المعاملة ليهود خيبر قد استهوت بقية المناطق في شمال الجزيرة، فعندما علم أهل «فدك» بذلك، طلبوا مصالحة النبي ﷺ على ما صالح عليه أهل خيبر، فبعث النبي ﷺ إليهم (محيصة بن مسعود)، فصالحهم تاركا الأرض بأيديهم معاملة على نصف ما تخرج من ثمر «٥»، وصارت فدك فيئا خالصا للرسول ﷺ يضعه حيث يشاء؛ لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب «٦» .
وفي السنة السابعة للهجرة أتى النبي ﷺ وادي القرى، فدعا أهلها إلى الإسلام فرفضوا ذلك، فقاتلهم النبي ﷺ حتى فتحها عنوة، وغنم الرسول ﷺ الأموال والمتاع والأثاث، فخمس الرسول ﷺ ذلك، وتركت الأرض بيد أهلها وعاملهم على أساس ما عامل به أهل خيبر وأهل فدك «٧» .
(١) أبو عبيد، الأموال (ص ١٠٩) . (٢) الزهري، المغازي (ص ٨٤) . أبو يوسف، الخراج (ص ٥١) . البلاذري، فتوح (ص ٣٥) . المسعودي، التنبيه والإشراف (ص ٢٢٢) . (٣) الكتاني، التراتيب الإدارية (ج ١، ص ٤٠٠) . (٤) ابن سعد، الطبقات (ج ٢، ص ١٠٧) . المقريزي، إمتاع (ص ٣٠٢- ٣٢٣) . (٥) الواقدي، المغازي (ج ٢، ص ٧٠٧) . أبو عبيد، الأموال (ص ١٧٣- ١٧٦) . البلاذري، فتوح (ص ٤١) . الطبري، تاريخ (ج ٣، ص ٢٠) . الماوردي، الأحكام (ص ١٧٠) . (٦) السيوطي، لباب النقول (ص ٢٠٨) . (٧) الواقدي، المغازي (ج ٢، ص ٧١١) . البلاذري، فتوح (ص ٤٧) .
1 / 152