ـ[من اسمه عمرو من الشعراء]ـ
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح (المتوفى: ٢٩٦هـ)
[الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع]
Bog aan la aqoon
رسالة من محمد بن داود بن الجرّاح
رحمه الله تعالى إلى أبي أحمد يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم ﵀ فيمنْ يُسمَّى من الشعراء عَمْرًا كتبها لنفسه يوسف بن لؤلؤ بن عبد الله نفعه الله بالعلم بسم الله الرحمن الرحيم وبه أثق الرسالة إلى أبي أحمد يحيى بن علي بن يحيى، أدامَ الله عزَّه: أطال الله بقاءك، وأدام عزك، وأسبغ نعَمه عليك، وزاد فيها عندك، أَعلمتني - أعزك الله - عندما جرى بيننا من ذكر ما حُكي عن أبي سعيد الأصمعي فيمن قال الشعر من العرب في الجاهلية والإسلام، ممن اسمه عمرو، أنك لا تعرف منهم العدّة التي ذكر الأصمعي أنه وأبا مُحْرز خلف بن حيّان الأحمر عدّاهم، وهم ثلًاثون رجلًا، وسألتني تعريفك مَنْ أحصيتُه منهم وعرفته، ولم يَقُل - أعزَّكَ الله - هذان الأستاذان فيمَنْ عرفاه من مشهرَّيهم إلاّ الحق، ولكنّه قد قال الشعر الناسُ وفيهم المُقلُّ والمكثر في الجاهلية والإسلام ممن تضعف عدّتُه على من عرفه خلف والأصمعيُ أضعافًا، وحَدَث بعد وقتهما منهم جماعةُ، لا يجب أن يُعتدَّ عليهما بهم.
وأنا متّبعٌ كلُّ مَنْ انتهى إليّ أنّه قال شيئًا سار له من الشعر من العَمْرين، وذاكرْ في باب كل واحد منهم ما يدلُّ على معرفته من أخباره ونسبه وشعره على اختصار، ولعلك - أيدك الله - لو تصفحت كُتبَكَ وجدتَ زيادة عليهم، ولعلي أُهْدي إليكَ مما كتبت به إلي إلى ما أنت به عليمَ وعليه مطلع، وليست بيننا محاسبة بحمد الله، والله يبقيك لإخوانك، ولا يعدمهم الانتفاع بَك، قائلًا وسائلًا.
حدثني - أعزك الله - أبو علي عسل بن ذكوان النحوي، قال: حدّثنا أبو حاتم السجستاني عن أبي عُبيدة، قال: قيل لأبي عمرو بن العلاء: بماذا كُنيتَ، قال: العَمْرُ: سيف الذّهب، والعَمْر والعُمَر، يقال بالنصب والضمّ، والعَمْر: أحد عمور الأسنان، وهي مغارزها.
وحدثني أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الديّنوري، وكتب إليً أبو علي محمد بن سعد السامي الكُرَّاني، قال ابن قتيبة: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، وقال الكرّاني: حدثنا أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي، قالا جميعًا: حدثنا الأصمعي عن عامر بن عبد الملك المِسْمَعي الملقب كرّدين، قال: قعدَ فتيان أحداث إلى أبي ضَمْضَم، ولم يسمّه الأصمعي ولا نَسبَه، وأُخبرتُ أنه النسابة المذّكور صاحب رؤبة بن العجاج فقال لهم: ما جاء بكم يا خبثاء؟ قالوا: جئنا لنحدثك ونؤنسك. قال: كلا، لكن قلتم كبر الشيخ ونتلعّبه، هذا لفظ الدينوري، قال الكرّاني: ونتلعب به، عسى أن نأخذ عليه سَقَطًا، قال: فأنشدهم لمائة شاعر، كلهم اسمه عمرو.
قال الأصمعي: وقعدتُ أنا وخلف الأحمر فلم نقدر على اكثر من ثلاثين شاعرًا، فقلتُ لعبد الله بن مسلم: أحسبُ إنسانًا لو تتبع الشعراء بكتب من أشعار القبائل ومَنْ فيهم من المُقلّين لوجَد فيهم أكثرمما ذكر الأصمعي. فقال لي: أنت فارغ لذلك فافعله، فأخرجت له أسماءَ نيّفٍ وثلاثين رجلًا من مشهّري الجاهليين والإسلاميين القدماء وبضعة عشرَ رجلًا من الإسلاميين المُحدَثين، وعرضتهُ عليه فارتضاه، ونسختُه له، ثم حدثتُ بالحديث أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلب ﵀، فسألني إن اكتبهم له ففعلتُ، فما أفادني فيهم زيادة، وقد تتبعتُ عندما جرى بيننا مَنْ في القبائل من الشعراء المكثرين والمُقلّين والفرسان والأعراب والمغمورين ومن حَدث إلى وقت الأصمعي من شعراء الإسلام وبعده، فأخرجت من ذلك، - على أني لم أتقصَّه ولم تطل المدّةُ فيه - أكثر من مائتي اسمٍ، ليس فيهم من حَدثَ بعد الأصمعي إلاّ نيّفً وعشرون رجلًا، وفيهم من قد رآه الأصمعي وبيّنت ذلك في هذا الكتاب، ومَنْ منهم من الجاهليين المخضرمين والإسلاميين والمُحدّثين، واستغفر الله ﷿ من التشاغل بما لا يؤدي إلى مرضاته، وأستقيله من كل عملٍ لا يتصل بما يقرَّب منه، وحسبي الله ونعم الوكيل.
ولم أذكر - أعزك الله ﷿ في هؤلاء الشعراء عَمرًا الجِنّي وما يروى له، إذ كنتُ إنما تعلمتُ أمرَ الإنس، وقد روى عفيف بن سالم الموصلي عن مجالد عن الشعبي عن تميم الداري، إن عمرو بن حَوْمانة الجنّي أحد جنِّ نصيبين الذين أسلموا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وروى هو وغيره له شعرًا.
1 / 1
أطال الله بقاءك، وأدام عزَّك وكرامتك وسلامتك، وتمّم النعمة عليك وفيك.
وكتُبَ في ذي الحجة من سنة خمس وتسعين ومائتين.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمدٍ وعلى آله أسماء الشعراء الجاهليين من العَمْرين من مُضَر ١ - عمرو، وهو هاشم جدّ رسول الله، ابن المغيرة، وهو عبد مناف، بن زيد، وهو قصيّ، يكنّى أبا نَضْلة، وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي:
عمرو العُلَى هشمَ الثريدَ لقومه ... ورجالُ مكة مُسْنِتون عِجافُ
ومن قوله، لما وردَ بعضُ مَنْ قصد البيت الحرام:
عُذْتُ بما غاذَ به إبْرَهَمْ
في رجزٍ له.
٢ - عمرو بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وهو الأحمر، ومن قوله أنشدنيه الحسن بن محمد الأموي، قال أنشدني محمد بن سعد الساقي:
وإذا تكون كريهةٌ أُدعى لها ... وإذا يُحاس الحَيسُ يُدعَى جُنْدبُ
وذكر المُفضل: أن هذّا القول لبعض ولد طيء، وكان يفضلُ جندبًا أحد ولد ولده عليهم، ويقدّمه في الزاد وغيره على فرسان ولده، فقال لآخر منهم يُسمى عمرًا:
يا عمرو خَبّرني ولست بكاذبٍ ... وأخوك صاحبك الذي لا يكذبُ
أمِنَ القضية أن إذا استغنيتم ... وأمنتمُ، فأنا البعيدُ الأجنبُ
وإذا تكون كريهةٌ أُدعَى لها ... وإذا يُحاس الحيسُ يُدعَى جُندبُ
ولجندبٍ صفوُ المياهِ وعذبُها ... ولي الملاحُ وماؤهنّ المجدبُ
عجبًا لتلك قضيةً وإقامتي ... فيكم على تلك القضية أعجبُ
هذّا وجَدّكم الصِّغارُ بعينه ... لا أمَّ لي إن كان ذاك ولا أَبُ
٣ - عمرو بن عامر بن جِذْل الطعان، واسمه علقمة بن فِراس الكنانيَ، وهو الذّي يقول يصف بني ضبّة:
نعم الفوارسُ، يومَ جيش مُحرَقِ ... لحِقوا وهم يَذعُونَ: يالَ ضِرَارِ
٤ - عمرو بن كلثوم الكناني، من بني عُميس بن جَذيمة، فارس شاعر مشهور، ومن قوله أنشدنيه أحمد بن محمد بن بشر المرثدي:
تركنا هامةً الجَدَليّ تزقو ... أمام الجيش تحلم بالنعيق
ومن قوله أيضًا:
وقد علمت عُليا كنانة أننّا ... مطاعينُ في الهيجا، مطاعيمُ في المَحْلِ
ومن قوله أيضًا:
جزى الله عني مُدْلجًا أين أصبحت ... جزاية بؤسَى حيثُ سارتْ وحَلّتِ
٥ - عمرو الأشعر الرَّقَبان بن حارثة بن ناشب بن سلامة بن سعد بن مالك الأسدي، ومن قوله:
إنّا كذّلك كان عادتنا ... لم نُغضِ من مَلكٍ على وِترِ
٦ - عمرو بن أُهبان بن دِثار الأسدي الفقعسي: قال:
ألا يَنْهىَ عُرَينةَ عن مَلامي ... قُدامةُ قد عجلتم بالمَلام
٧ - عمرو بن حكيم الأسدي الدُّبيري، وهو القائل في أرجوزة طويلة:
نام طُفيل نومةً رِداحا ... حتى إذا ما انبطحَ انْبطاحا
٨ - عمرو بن مَرْثد بن عُرْفُطة بن الطمّاح الأسدي الفقعسي، الذي يقول:
يا راكبًا بلّغ حبيبَ بن خالدٍ ... فأسْدِ إلينا ما استطعتَ وألحِم
٩ - عمرو بن مسعود بن عمرو بن مُرارة الأسدي الفقعسي، يقول:
أيبغى آلُ شدّاد علينا ... ومايُرْعَى لشدّادٍ فَصيلُ
كصارفةِ البكاءِ لشجوِ أخرى ... وما يبدو لعينيها نَطيِل
١٠ - عمرو ذو الكلب الهذلي، أحد لحْيان، قديم شاعر مغوار، حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال: خبرَّنا أبو عبد الله ابن الأعرابي قال: كان عمرو اللحياني المعروف بذي الكلب من رجال العرب وشعرائهم، وعشق امرأة من فَهْمٍ، يقال لها أمّ جُليحة فرصده قومها حتى ظفروا به فقتلوه، فأنشدني له أحمد بن زهير أشعارًا فيها، منها قوله: وكذا قال: غَزِية، ورواه غيره: غُزَية:
غَزيّةُ آذنتْ قبلَ الزيالِ ... وأمسى حبلَهُا رثَّ الوصال
ألا قالت غزيةُ إذ رأتني ... ألم تُقتَل بأرضِ بني هلال
أسرَّكِ لو قُتلتُ بأرضِ فهمٍ ... وكلُّ قد أنابَ إلى امتهال
ومَقعَد كُرْبةٍ قد كنتُ فيها ... مكان الإصبعين من القِبالِ
1 / 2
وخبرني بكلامٍ تكلمت به عشيقته لما قُتل، تصفه به فيه: ما وجدتم حجزتَه جافية، ولا عانتَه وافية، ولا ضالته كافية.
الضالة: قوسٌ من شجر الضّال، وكافية: معوّجة. ومن قوله أنشدني ابن أبي خيثمة هذا الشعر له:
كلُّ امريءٍ بطوَالِ العيشِ مكذوبُ ... وكلُّ من غالبَ الأيامَ مغلوبُ
وكلُّ مَنْ حَجَّ بيتَ الله من رَجل ... مُؤدٍ فمُدْركُهُ الوِلدانُ والشيِبُ
وكلُّ حيٍّ وإن طالتْ سلامتُهم ... يومًا طريقتهم في الموتِ دُعبوب
بينا الفتى ناعمٌ راضٍ بعيشته ... تيحَ له من نوازي الدهر شؤبوب
وجنوبٌ أختهُ شاعرة محسنة، وفيه تقول ترثيه:
سألتُ بعمروٍ أخي صَحبَهُ ... فأفظعني حين ردّوا السؤالا
أُتيحَ له نَمِرا أجْبُلفنالا لعَمركَ منه مَنالا
فأقسمُ يا عمرو لو نبّهاك ... إذن نَبّها بِكَ داءً عُضالا
إذن نَبَّها ليثَ عرَّيسةٍ ... مُفيدًا مُفيتًا نفوسًا ومالا
١١ - عمرو بن هُمَيل اللحياني الهُذلي: من قوله:
ألا مَنْ مُبلغُ الكعبيَّ عني ... رسولًا أصلُها عندي ثبيتُ
١٢ - عمرو بن الحُرَّ بن مَنيغ بن سعْنَة الضبّي، مدح أباه فقال:
أبي مَدَحَ الأُدْمَ الهجانَ كأنّها ... ظباءُ الشّقيق زيّنتها الصرائِمُ
فمن يأتِها من عائلٍ يَلْق كسوةً ... ومَن يأتِها من جائعٍ فهو طاعمُ
١٣ - عمرو بن أُبَير التميمي السعدي، من قوله:
بني أسَدٍ إنّا تركنا سَراتكم ... غداةَ التقينا حولها الطير تحجلُ
ونحنُ طَعنّا مَعْقِلًا فكأنما ... هوى مِن هواء يوم ذلك مَعْقِل
فَظلّ مكبًّا والكتيبةُ حوله ... يَمُجَُ دمًا منه نياطْ وأَبْجَلُ
١٤ - عمرو بن أسود الضبّي القائل:
لهفَ نفسي على جَنابٍ إذا ما ... دُعِيَ النكِسُ للطِّعانِ فهابا
١٥ - عمرو بن أسود بن عبد الله بن سُعَيْدة التميمي الطُهَوي، يقول:
بشرقيّ سَلْمىَ من أميمةَ منزلٌ ... قديمٌ كعنوان الصحيفةِ طاسِمُ
١٦ - عمرو بن عَدي بن زيد العِبادي التميمي المَرَئِي، شاعرٌ، وهو صاحب النعمان بن المنذر الذي سعى إلى كسرى أبرويز في قتله متئرًا بأبيه، وهو الذي قال له وقد صار إلى باب كسرى فرآه واقفًا فقال: لئن سلمتُ لأُلحقنّكَ بأبيك. فقال له عمرو: امضِ نُعَيم فقد أخَّيْتُ لك آخيَّة لا يقلعها المُهر الأرِنُ: والإرَنُ: المَرَحُ والنشاطُ. فما أدخِل على كسرى أُرخِيتْ الستور في وجهه، وكان لا يقتل منْ عاينه فكلمه ثم أمرَ به إلى الحبس، فحُبِسَ بخانقين، ثم أمرَ بإلقائه تحت الفيلة فوطئته فقتلته، حدثني بذلك أبو جعفر أحمد بن عُبيد. وقد قال الأعشى يذكر النعمان:
هُنالِك ما أنجاهُ عزّة مُلكِه ... بساباطَ حتى مات وهو مُحَزْرَقُ
وقال فيه آخر: يريد كسرى:
هو المُدْخِل النعمانَ بيتاَ سماؤه ... بطون الفيول جوفَ بيتٍ مُسَودَبِ
١٧ - عمرو بن مَوْهَبة بن جَرّوَل النهشليْ الذي يقول:
كفرتُ عسى أن يجمع الله بيننا ... على مثلها والخيلُ تعدو ثِقالُها
١٨ - عمرو بن وَدْعان العُكّليْ، هو الذي يقول وأغارت عليه بنو عبسٍ فأخذوا زبيبة أمتَهُ السوداء أمّ عنترة بن شدّاد العبسي الفارس:
زبيبةُ ثأركم يا آل عبسِ ... وحقكم على بطلٍ خليع
خذلتُ بها ابنَ مخرومٍ برمحي ... وأولى لابن فاطمةَ الربيع
ولو أدركتُهُ لجرى إليه ... برمحي ناجزُ الموت السريعِ
الربيع بن زياد العبسي: ١٩ - عمرو البختري بن طرفة بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن جعدة، وهو البختري الجعدي. من قوله:
كأنَّ ديارَ الحيّ من طول عهدها ... بناصفةِ البُردَين أخلاقُ سندسِ
أسائِلُها فاستعجمتْ عن كلامنا ... وعيّتْ جوابَ السائل المُتنحِّسِ
وهو القائل لامرأته، أنشده الأصمعي: ولا تَنْكِحَي إنْ فَرَّقَ الدهرُ بيننا أغمَّ القَفَا والوَجْهِ، ليسَ بأنْزَعا
1 / 3
ضَرُوبًا بلَحْيَيْه على عَظم زَوْرِه ... إذا القومُ هَمّوا بالفَعالِ تقنَّعا
ويُذكر أنهما لهُدبة بن خَشرم العُذري في امرأته، قالهما لما أقيدَ بزيادة بن زيد ابن عمّه.
٢٠ - عمرو بن ربيعة بن عامر الجعدي، يقول:
يا هندُ هلا سألتِ القومَ إذ حشدوا ... يومَ الوقيعة عن قُرَّان ما فعلا
٢١ - عمرو بن ليلى العامري، من عامر بن ربيعة من قوله:
إنً أبانا لعَمري عامرًا رجلٌ ... قد ولَّدَ الغولَ لا يَسْطيعُها بَشَرُ
والناسُ والنملُ لا يُحصَى عديدُهم ... والأُسْدُ أكثرُ شيءٍ بعدُ والنُمُرُ
٢٢ - عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، يقول:
ثلاثةٌ رَهْطٍ أصفقوا لابن عَلّةٍ ... فليس على الرهط الأعزّة مَنْدَمُ
٢٣ - عمرو بن الأحوص بن خالد العامري، من عامر بن ربيعة.
يقول:
أبلغ بني ثورٍ بأنَّ لغدرهم ... من الله حُوبًا، والقويّ المُزمِّلِ
٢٤ - عمرو بن حَرملة بن سدْرَة بن عمرو بن عامر بن ربيعة، القائل:
إنّي لعَفُّ لا أخادنُ جارتي ... إذا راعَ لمّاعُ الخِصاص المُخادِعُ
حياءً وإعراضًا وكان سجيّتي ... عفافًا إذا قادَ الرجالَ المطامعُ
٢٥ - عمرو بن سلَمة الكلابي، أبو جَحْوش من أبي بكر بن كلاب، القائل:
ألا هل أتى عبدَ العزيزِ ومُحْقِبًا ... وظَبْيانَ أتي قد مَللتُ مكانيا
مَلِلتُ ثَوائي بالمدينة لا أرى ... من الناسِ إلاّ العِلْجَ يَحْدو السُوَانيا
٢٦ - عمرو بن قُريَط بن عَبد بن أبي بكر بن كلاب العامري.
من قوله: أنَخْتُها بعد حَوْلٍ سَبْعةً جُدُدًا يسفي على رحلها بالكوفة المُوزُ
أبلغ ربيعةَ أني لست ناسِيَهمْ ... إن الحبيبَ على العِلاّت مذكورُ
٢٧ - عمرو بن البَراء الكلابي، من بني الصَّمُوت، القائل:
أبعدَ الهدى والبينّات وبعدما ... لداتُك صُلعانُ الرجال وشيبهُا
تذكرتَ ليلى دُرَةً حارثيةً ... بنجرانَ تنأى عن نواكَ شعوبها
٢٨ - عمرو بن حسّان الكلابي، من بني أبي بكر من كلاب.
من قوله:
قلْ للتي شقّتْ عليكَ إزارَها ... فإنَّ سفاهًا فقحْليُّ تباعلُه
كرهتَ طِرادَ الخيل تعثر بالقنا ... وما تُعْطَ مربوطًا فإنّك قاتِلُه
٢٩ - عمرو بن الحارث بن الشَريد السُلمي، أبو الخنساء.
يقول:
أبى الصبر مالا أستطيعُ دفاعهُ ... وأنَّ يميني أُفردَتْ من شماليا
أقولُ وقد عايَنْتُ ذُلًا ووَحْدةً ... ألا ليتَ صخرًا حاضريُ ومُعاويا
٣٠ - عمرو بن خالِد بن الشريد السُلمي.
يقول:
هذا مقامي وأمرَّتُ أمري ... فبشروا بالثُكلِ أمَّ عَمْرو
٣١ - عمرو بن الأَسلع العبسي، فارس شاعر أدرك بثأره بجفر الهباءة من بني بدر بن عمرو الفزاري، وفي ذلك يقول:
أتتكَ كأنَّها عقبانُ دَجْنٍ ... تَجاوَبُ في حناجرها اليَراعُ
وفيه يقول حُذيفة بن بدرٍ لأخيه حَمَلٍ حين قال، له حَمَلُّ: البَقيَّة يا عمرو. فقال حُذيفة:
اتّقِ مأثورَ الكلام، أخبرنا بذلك محمد بن يحيى المروزي عن الجاحظ.
٣٢ - عمرو بن الجَوْن الفزاري، أمُّهُ هند ابنة بدر بن عمرو.
من قوله:
ولو أنَّ أمّي من سواكم لأُلْفِيتْ ... لقيسِ بن سعدٍ دون أرضهما الرَّقْمُ
٣٣ - عمرو بن سيّار الفزاري، أخو قطبة بن سيّار، هو الذي يقول:
ألا يا مَنْ لرأيٍ قد عصاني ... وقلبٍ قد أَبى إلاّ الحنينا
ونفسٍ ما تزال الدهرَ تَهفو ... كأنَّ بها لِما تلقى جنونا
٣٤ - عمرو بن أنس بن هُزلة بن مَعْشَر الغَنويْ، من جلاّن.
يقول:
أَبتْ إبلي إلاّ تَذكُّرَ قومِها ... وقَومِكِ أنأى من سُهَيل وأَنْزَحُ
- ربيعه
1 / 4
٣٥ - عمرو بن قميئة بن قيس بن ثعلبة، شاعر كبير، معمر، مجيد مُقِلّ، مختار الشعر على قلته، يقال إنّه أرمى على مائة سنة، ذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يعقوب بن داود قال: حدثني أبو عمرو الشيباني قال: نزل امرؤ القيس ببكر بن وائل فضرب قبّته وقال: هل فيكم من يقول الشعر؟ قالوا: شيخ كبير قد خلا من عمره وأتوه بعمرو بن قميئة فلما أنشده شعره أعجب به فاستصحبه وكان معه إلى الروم، قال وأنشدني أبو عمرو الشيباني له:
كأنّي وقد جاوزتُ تسعينَ حِجًة ... خلعتُ بها عني عِذَار لِجامِ
رمتني بناتُ الدهرِ من حيث لا أرى ... فكيف بمَن يُرمى وليس برامِ
فلو أنها نَبْلٌ إذن لاتقَّيتُها ... ولكنما أُرْمَى بغيرِ سهامِ
على الراحتين مرةً وعلى العصا ... أنوءُ ثلاثًا بعدَهُنَّ قيامي
وأهْوَنُ كفٍّ لا غَيرُكَ ضيرَةً يدٌ بين أَيدٍ في إناءِ طعامِ يَدٌ من غريبٍ أو قريبٍ أتت به شآميةٌ غبراءٌ ذاتُ قَتامِ وأَفني وما أُفْنِي من الدهرِ ليلةً ولم يُغْنِ ما افنيت سِلْكَ نظامِ وأنشد له:
لا تَغْبِطِ المرءَ إن يُقال له ... أمسى فلانٌ بسّنهِ حَكَما
إن يُمْسِ في خفضِ عيشةٍ فلقد ... أخنى على الوجهِ طولُ ما سَلِما
قال اليعقوبي: وقال رَوح بن عُبادة، وهو من قيس بن ثعلبة صليبةً: كان امرؤ القيس أملك من أن يقول شعرًا، وكل شعر يُروى عنه فهو لعمرو بن قميئة. وهذا القول إذا صحَّ عن رَوح لا يخلو من قلّة فهم منه بما بين نمط شعر امرىء القيس وشعر عمرو بن قميئة، وإن كان عمرو محسنًا في شعره فليس هو من نظراء امرىء القيس في غزارة الشعر وإصابة المعنى وحسن التشبيهات، وإنما صحب امرأ القيس مدة يسيرة. أو من عصبية على امرىء القيس لعمرو، وليس مكان امرىء القيس من بيت الملك مانعًا له عن قول الشعر. وقد قال امرؤ القيس مما يعاب عليه ومما ليس مشبهًا للملك الذي نشأ فيه وطلبه إلى أن أتى عليه أجله، وقد استجار في طيء جارًا بعد جارٍ، كلّهم أو أكثرهم يغدر به ويتهضّمه حتى حصل على أعْنُزٍ له، وسيقت إبله، فقال:
إذا ما لم يكنْ إبلٌ فمِعْزَى ... كأنَّ قُرونَ جلَّتِها عِصيُّ
إذا ما قام حالِبُها أَرَنَّتْ ... كأنَّ الحيَّ صبَّحَهم نِعَيُّ
فتملأَ بيتنا أَقِطًَا وسَمْنًا ... وحسبُك من غِنىً شِبَعٌ ورِيُّ
وقد ثبتت أبو عبيدة وغيره من الرواة أمر عمرو بن قميئة مع امرىء القيس، ووصفوا أنّه إياه عَنَى بقوله:
بكَى صَاحِبي لمّا رأى الدَّربَ دوننا ... وأيقنَ أنَّا لاحِقانِ بقيصرا
فقلتُ له لا تَبكِ عينُكَ إنَّما ... نُحاولُ مُلكاُ أو نَموُتَ فَنُعذَرا
وكان أعلمني أبو محمد بن قتيبة الدينوري في خبر حدثنيه، لستُ أقوم عليه: أن عمرو بن قميئة هلك في سفر امرىء القيس إلى الروم، فلا أدري في إصعادِه إليه أو في انحداره. ومات امرؤ القيس في منصرفه عن ملك الروم بأنقرة، وقبره هناك معروف.
وحُكي لي عن المأمون أنه رآه ورأى صورته هناك في حجر.
ولا يُعرف لعمرو بن قميئة خبر بعد صحبته امرأ القيس. وكان امرؤ القيس معتقدًا للحلف بين من تحالف من أحياء ربيعة واليمن، وفي ذلك يقول:
يا راكبًا ابلغ ذوي حلْفِنا ... مَنْ كان من كِندةَ أو وائلِ
والحيَّ عبدَ القيس حيث انتوَوا ... من سَعفِ البحرين والساحلِ
إنَّا وإيّاهم وما بيننا ... كموضِعِ الزَّوْرِ من الكاهلِ
٣٦ - عمرو بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة، وهو المرقّش الأكبر. ذكر أبو عبد الله بن مسلم الدينوري: أن اسمه عمرو، وأخبرني غيره: أنَّ لقيطَ بن بُكير سمّاه عمرًا. وحدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة قال أخبرني عبد الله بن أبي كريم عن إسحاق بن مرار أبي عمرو الشيباني: أنّ اسمه عوف بن سعد، وفي نسب ابن الكلبي اسمه عوف. وهو جاهلي قديم جيد الشعر.
والمرقّش االأصغر ابن أخيه، وطرفة ابن أخي المرقش الأصغر.
ومن قول المرقش الأكبر القصيدة المعروفة:
1 / 5
هل بالديارِ أنْ تُجيبَ صَمَمْ ... لو كان حيُّ بها لتَكلَّمْ
الدارُ وحشٌ والرسومُ كما ... رقَّشَ في ظهرِ الأَديمِ قَلَمْ
ليس على طُولِ الحياةِ نَدَمْ ... ومن وراء المرء ما يَعْلمْ
٣٧ - عمرو بن حرملة، المرقّش الأصغر حدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، قال أخبرنا غيث بن عبد الكريم الباهلي، قال: المرقش الأصغر: عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك. وذكر الدينوري أن اسمه ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك، وأن المرقش الأكبر عمّه أخو أبيه، وهو الذي يقول:
أَمِنْ حُلُمٍ أصبحتَ تَنكُتُ واجمًا ... وقد تعتري الأَحلامُ مَنْ كانَ نائما
فمنْ يَلْقَ خيرًا يَحمد الناسُ أمرَه ... ومَن يغوِ لا يَعْدَمْ على الغيِّ لائما
ومن قوله:
فمَنْ مُبلِغُ الأقوامَ أنَّ مرقّشًا ... أَضحى على الأقوامِ عِبئًا مثُقْلا
وكانت صاحبة الأول أسماء، وصاحبة الثاني فاطمة ابنة عجلان.
٣٨ - عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة، وهو طَرَفة، قال أبو عبيدة: كان أُطردَ بسبب هجائه آل المنذر اللخميين، فلحق بالحبشة، وسُمّي بها طرفة بقوله في قصيدته:
لا تعجلا بالبكاء اليومَ مُطّرفًا ... ولا أميريكما بالدار إذ وَقَفا
وأنشدني أحمد بن أبي خيثمة عن عبد الله بن أبي كريم عن أبي عمرو الشيباني لطرفة:
فوَجدي بسلمى فوقَ وجدِ مرقّش ... بأسماءَ إذ لا تستفيقُ عواذِلُةُ
لَعَمْرِي لَمَوتُ لا عقُوبةَ بعدَهُ ... لذي البَثِّ أشفى من هَوىً لا يُزايلُهُ
حدثني ابن أبي خيثمة عن الأثرم عن أبي عبيدة: أن لبيد بن ربيعة قال - وقد سُئِل عن الشعراء -: أشعر الناس الملك الضِلّيل، يريد امرأ القيس، ثم الغلام القتيل ابن العشرين، يريد طَرَفة، ثم صاحب المِحْجَن، يعني نفسه. وقال غير أبي بكر إنه قال: ثم الشيخ أبو عقيل، يعني نفسه.
قال أبو عبيدة: ورفع لبيد ﵀ نفسه فوق مقداره في الشعر.
٣٩ - عمرو بن قَطَن يلقب جِهنّام، وهو ابن قطن بن المنذر بن عِبدان بن حُذافة بن حبيب بن ثعلبة، وهو مهاجي أعشى بني قيس بن ثعلبة، الذي يقول فيه الأعشى:
دَعَوْتُ خَليلي مِسْحَلًا ودَعَوْا له ... جِهنّامَ، جَدْعًا للهجينِ المذمَّمِ
ومسحل: شيطان الأعشى فيما زعموا.
ومن قول جهنّام:
أمُجّاعُ تَزْعمٌ لو أنني ... لقيتُ ابن حوّاءَ ما ضرَّني
بلى إنْ يدٌ قبضتْ خمسَها ... عليك مكانًا من الأَمكنِ
٤٠ - عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة هو المشهور بكرم الأولاد السادة الفرسان.
وفيه يقول طرفة بن العبد:
فلو شاءَ ربي كنتُ قيسَ بنَ خالدٍ ... ولو شاءَ ربي كنتُ عمرو بنَ مَرْثَدِ
فأصبحتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارني ... بَنونَ كرامٌ سادةٌ لمُسوَّدِ
ومن قول عمرو، ويروى لجدّه سعد بن مالك:
يا بؤسَ للحرب التي ... وضعتْ أَراهِطَ فاستراحوا
والحربُ لا يبقى لجا ... مِحِها التخيّلُ والمِراحُ
إلاّ الفتى الصبّار في النَجدَاتِ والفرسُ الوَقاح
ومن قوله:
لعَمرُ أبيك ما مالي بنخل ... ولا طَهْفٍ يطير به الغبارُ
قال الطائي: الطَهفُ: طعام يشبه الذُرَة.
حدثني ابن مهرويه قال: حدثني سهل بن محمد أو غيره قال: قلت لأبي عبيدة: ما الطهف؟ قال: لا أدري فقلت لكيسان أبي سليمان، فقال: هو التِبْنُ فقلت ذلك لأبي عبيدة، فقل: خذ عنه.
٤١ - عمرو بن عبد الله، ذو الكف الأشل بن حُنيف بن ثعلبة بن سعد بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة، يكنّى أبا جلاّن، فارس شاعر، يقول في فرسه: أَمِنْ دَعَةٍ شهرين عَضَّ رياطَه ونازعَ أطرافَ الجِلالِ المُزَرَّرِ
فأبْشِر برَبٍ لا تُعرَّى جيادُهُ ... وحَرْبٍ تلظّى كالحريقِ المُسَعَّر
ومن قوله:
رَددنا لقاحَ المرءِ جلاَّنَ بعدما ... أهَلَّ ورَجَّى الغُنْمَ منها السميدعُ
٤٢ - عمرو بن حُباشة بن قِرْواس بن رِزاح بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة.
الذي يقول:
1 / 6
ولو شَهَدتني يومَ خِضْرم سَرَّها ... وقوفي على صدر المُقام ومُقْدَمي
وقال أيضًا:
ماذا أرَدتَ إلى ثلاث صنابرٍ ... حُمّ الجذوع بهنَّ ليثٌ أغلبُ
٤٣ - عمرو بن الحارث بن همام، يلقب ابن زبابة وهو من بني تيم الله بن ثعلبة. والزبابة فأرة من فأر الحرّة.
ومن قوله، أنشدنيه أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي:
ما لِدَدٍ ما لِدَدٍ ما لَهُ؟ ... يبكي وقد نعّمتُ، ما بالُه؟
نُبّئْتُ لأيًا عارضًا رُمْحَه ... في سِنةٍ يُوعِدُ أخوالهُ
وتلك منه غير مأمونةٍ ... أن يفعل الشيء الذي قالَهُ
إنّي وأخوالي بني عائشٍ ... كالليث إذ يمنعُ أشباله
إنك يا عمرو وترك الندى ... كالعبد إذ قيَّد أجمالهُ
٤٤ - عمرو بن شيبان بن ذُهل بن ثعلبة بن عُكابة.
يقول:
وهل خُبّرتَ قبلكَ يَشكُريًّا ... تَسُدُّ عليَّ عِزَّتُه الطريقا
٤٥ - عمرو بن لأيّ بن مَوْأَلَة بن عائذ بن ثعلبة، من بني تيم الله بن ثعلبة، الذي يقول:
عمرو بن هندٍ إنَّ مَهْلكةً ... قولُ السّفَاهِ وشدَّةُ الغَشْمِ
٤٦ - عمرو بن قيس بن شُراحيل بن مُرّه، وهو الذي يجيب ذَريح بن جَزْء، فيقول له:
بنو الحِصْنِ أصحابُ الثنيّة والأُلَى ... غداة قِضاتٍ حَلَّقوا منهم اللّممْ
يريد يوم التحالق، يوم الحارث بن عُباد على تغلب.
٤٧ - عمرو بن مُرّة الشيباني.
هو الذي يقول في تميم:
أَصبنا عبدَ شمسٍ يوم قَوٍّ ... ولم تنفع غَداةَ اذٍ مُناها
٤٨ - عمرو بن ثعلبة بن أسعد بن همّام بن مرّة الشيباني.
هو الذي يقول، أنشدنيها ثعلب وغيره:
تَجانَفَ رضوانُ عن ضيفِهِ ... ألم تأتِ رضوانَ عني النُذُرْ
وحسبُكَ في القومِ أن يعلموا ... بأنك فيهم غِنيٌّ مُضِرْ
فأنتَ مِحَلُّك دونَ العرا ... قِ تَباعدَ رفدُك من أن تَصُرْ
وأنتَ مَسِيخْ كلحم الحُوارِ ... فلا أنتَ حلوٌ ولا أنتَ مُرَ
فأَيّهْ بَوْطَبيك تحتَ الروا ... قِ واسْعَ رويدًا ولا تنبهِرْ
٤٩ - عمرو الأَصمّ، أبو مفروق الشيباني، وهو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر بن أبي ربيعة بن ذُهل بن شيبان.
هو الذي يقول في يوم المقاد، وكان على بني تغلب: إنّ المَقاد به قتلَى مصرّعة أودَتْ بها منكم ذُهَلُ بنُ شيبانِ ٥٠ - عمرو بن خالد بن محمود بن عمرو بن مرثد الضُبَعي، يقول:
إنّ الفوارسَ يومَ ناعِجة النقا ... نعمَ الفوارسُ من بني سيّارِ
لحقوا على لُحُقِ الأياطل كالقنا ... قُودٍ تُعَدُّ لكلِّ يوم غِوارِ
٥١ - عمرو بن مالك بن زيد بن عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة.
يقول:
بعواضة الذّفَرى مُكايلةٍ ... كَوماءَ مَوقِعُ رَحْلِها جَسْرُ
٥٢ - عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب بن زهير بن جُشَم التغلبي، ويكنّى أبا الأسود، شاعر فارس مقدّم سيدٌ فاتك، ولابنه الأسود شعرٌ، وهو بيت تغلب. أخبرني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا علي بن المغيرة الأثرم، عن أبي عبيدة قال: عمرو بن كلثوم صاحب قصيدة واحدة جيدة ليست له ثانية مثلها، وهي قوله:
ألا هُبّي بصحنكِ فاصبحينا ... ولا تبقي خمورَ الأندرينا
مُشعشَعةً كأنَّ الحُصَّ فيها ... إذا ما الماءُ خالطها سَخِينا
حدثني أبو العباس ثعلب قال: يريد فعلنا من السخاء، وليس يريد سخونة الماء، وفيها يقول:
صددتِ الكأسَ عنّا أمَّ عمروا ... وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شرُّ الثلاثةِ أمَّ عمرو ... بصاحبك الذي لا تُصْبحينا
1 / 7
الرواة جميعًا يروونهما له، والمفضل يذكر إنهما لعمرو بن عَدِي بن أخت جَذيمة الوضّاح، وأنَّ الحنَّ استهوته، ثم أفلت منها فطلب الريف، ووقع إلى مالك وعقيل نديمي جَذيمة فأسعفاه، ثم شربا ولم يسقياه، فقال البيتين فنسباه فلما انتسب ألبساه حلَّةً كريمة وقلَّما أظفاره وأخذا شَعر وحملاه إلى خاله، فلما رآه حكَّمهما، فاحتكما منادمته، فضربت بهما وبه العرب المثل.
وفيها وعيدٌ من عمرو بن كلثوم لعمرو بن هند، منه قوله:
تَهدَّدَننا وأوْعِدْنا رويدًا ... متى كنّا لأمكَ مَقْتوَينا
قلت للدينوري: ما واحدُه؟ قال: مَقتاء مثل مغزاء وجمعه مقتوين.
حدثنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن الأثرم عن أبي عبيدة بخبر مقتل عمرو بن هند وكان يُسمّى مضرِّطُ الحجارة لشدة عقوبته، وليس هذا الكتاب موضع ذكره.
وجملته أنْه سيد العرب وأمُّهُ سيّدة نسائها، وأنّه لا هضيمة على عربيّ في أن تخدم أمُّه أمَّه، فقيل له: إن عمرو بن كلثوم لا يُقرُّ ذلك، فأمر بإحضاره وإحضار أمّهِ، وهي ليلى بنت كُليب وائل، وخرج مُتَبدِّيًا، وجعل أمَّ عمرو مع أمِّه، وأقعد عمرًا معه، وأمر أمَّه باستخدامها، فقالت لها: يا هند ناوليني كذا، فقالت: لتَقُمْ صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت الجواب، فقالت: لتفعلنّ ما أمرتُك به. فقالت: واذُلاّه يا آل تغلب، قال: فسمع عمرو بن كلثوم الكلام، وسيفُ الملك معلّق على قائمة الفسطاط، فوثب فاستلَّهُ ثم ضرب به عنق عمرو بن هند، وخرج إلى باب الفسطاط فنادى في تغلب، فنهبوا العسكر، وتخلّص أمّه وقومه، رحل بهم، فما زال عزيزًا منيعًا، بعدُ، لا يُطمع فيه إلى أن قتل نفسه بشرب الخمر صرفًا لما أسنَّ وتضعَّفه بنوه وبنو أخيه، وفي ذلك يقول جابر بن حُنَيّ التغلبي:
لعَمرُكَ ما عمرو بن هند وقد دعا ... لتخدمَ ليلى أمَّه بمُوفَّقِ
فقام ابن كلثومٍ إلى السيف مُغْضَبًا ... فأمسكَ من نَدْمانِه بالمُخْنَّقِ
٥٣ - عمرو بن ناشرة بن المُسْتَعر بن ماويَة بن عمرو بن شيبان بن ذُهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
شاعر قديم هو الذي أزال رئاسة يَشكُر بن بكر عن ربيعة وقتل فرخ النسر الذي كان ليشكر اللخمي، فانتقلت الرئاسة إلى ولد ثعلبة بن عكابة، وهو الحِصْن، وقال في ذلك:
نحن هدمنا عزَّ يَشْكُرَ بعدما ... مَضت حِقبة تحمي الرياضَ وتغشمُ
ونحن وطئنا هامةَ الفرخِ إذْ عَسا ... على حين لا يُغشى ولا يتظلمُ
ونحن سلبنا البكر جمعًا مكوَّسًا ... فأصبح فينا لحمُهُ يُتقسَّمُ
٥٤ - عمرو بن حُنَيّ التغلبي فارس مذكور، أنشدني أبو بكر عن أبي خيثمة قال أنشدنا علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيدة، له:
وكنّا إذا الجَبّارُ صَعَّر خدَّه ... أقمنا له من مَيلهِ فتقوّما
قال يريد: فتقوّم أنت، وهذا البيت يُروى في قصيدة المتلمّس التي أولها:
يُعيّرني أُمّيِ رجالٌ ولن ترى ... أخا كرمٍ إلاّ بأنْ يتكرَّما
ويقول فيها:
وكنّا إذا الجبّار صعّر خدّه ... أقمنا له من ميلهِ فتقوّما
ومن قصيدة عمرو بن حُنيّ:
أَنِفْتُ لهم من عَقْلِ عمرو بن مرثدٍ ... إذا وَرَدْوا ماءً ورُمْح ابنِ هَرْثَمِ
٥٥ - عمرو بن عِكَبّ العجليّ يقول:
هل بالديار أبا الهلّوات من صَمَمِ ... أم هل عليكَ بأتْي الدار من لَمَمِ
٥٦ - عمرو بن عبد الله بن معاوية بن عبد سعد بن جُشَم العِجلي، القائل: إذا أُخمِدَ النيرانُ من حَذَرِ القرَى رأيتَ سنا ناري يُشَبُّ اضْطِرامُها ٥٧ - عمرو بن الحارث بن عبد الله بن قيس بن حارثة العِجلي، أبو هَوْبر، وهو أبو هانئ.
من قوله:
وأبدلتَه من العجيبة إذ شتا ... رغائبَ هَزْلَى ما ينام جَزوعُها
٥٨ - عمرو بن قيس كِبْد الحَصاة، من ضُبيعة بن عجل بن لُجيم، وهو الذي يقول:
صبوتَ، وبعضُ الجهل ما يُتذكَّرُ ... وصبرُكَ عن ليلى أعفُّ وأسترُ
ونُبِئتُ أنَّ الحيَّ كلبًا وطيّئًا ... وغسانَ أنصارُعليها السَنوَّرُ
1 / 8
ونحنُ أناسٌ ليس فينا خليفةٌ ... من الناس إلاّ أنتَ تُعطِي وتَغفِرُ
٥٩ - عمرو بن شُجَيرة العِجلي، وشجيرة أُمُّه، وكانت سبيَّة، وهو الذي يقول:
ألا هل أتى هندًا على نأي دارها ... وغربتها أَنّي ثأرتُ المُكفَّفا
٦٠ - عمرو بن الوازع الحَنفي، صاحب يوم النشّاش، على بني تميم. هو الذي يقول:
أَجدّا بسُعْدَى السيرَ إذ بنتُما بها ... وقُولا لسُعدَى لا حُبّيّ بنِ عامِرِ
فقد بُدّلتْ ركبًا حثاثًا بأهلها ... ومن كِنّها في السترِ سَيْرَ الهواجرِ
إذا نحنُ شئنا زوجتنا رماحُنا ... كما زوّجتنا من بنات المُهاجِرِ
٦١ - عمرو بن عبد العُزَّى بن سُحيم بن مُرّ بن الدُول الحنفي.
هو الذي يقول:
يمينًا لا يزال بذاتِ كَهْفٍ ... وبين المِسْحَلينِ صَدىً يُنادِني
٦٢ - عمرو بن شِمْر بن عمرو بن عبد الله الحنفي.
هو الذي يقول:
ويومَ حُقَيْقٍ قد غدوتُ بفِتْيةٍ ... كمثل الأُسودِ حاردًا بسنانيهِ
٦٣ - عمرو بن عُصْم الضُبيعي.
من قوله:
لِيهَنْكِ أنْ أضحتْ ركابُك بُدَّنًا ... وأضحتْ ركابي كالحُنِيّ المُخيّمِ
عَوامِلَ فيما يُكْرمُ المرءُ نفسَه ... رجاءَ ثوابٍ، لستُ فيها بمُجْرمِ
٦٤ - عمرو بن أسْوَى بن عِسَاس بن ليث بن حُداد بن ظالم العبدي، من بني وديعة بن لُكَيز.
هو الذي يقول:
أحَفّت برَيْمانٍ لتندى عَريَّةً ... تواعِسُ بعد الضَرْعِ قَضًَّا وأَثْلبَا
فباتَ بذات القَصْرِ يفري صِلالَه ... سَحائِقٌ لم تترك لعينين نيسبا
ومن قوله:
ألا أبلغا عمرو بنَ قيسٍ رسالةً ... فلا تجزَعن عن ثائِب الحربِ واصْبرْ
٦٥ - عمرو بن جُبَير بن سليمة العَبدي البكري هو الذي يقول:.
لعمرُك لو لاقيتَ عمرو بن فَرْتنا ... لآب به من شاهد السيف عاذِرُ
٦٦ - عمرو بن حنثر العبدي - وقالوا بالخاء - أنشد له مؤرّج:
سائل قَمّيئةَ هل أغشيتُهُ فرسي ... أم هل كررتُ عليه ثم ثَنَيتُ
٦٧ - عمرو بن قُرصَة بن عازب بن صُلَيع بن قيس بن ذُهل بن عامر بن كنانة بن يشكر.
هو الذي يقول:
ونحن جلبنا الخيلَ من كل شازبٍ ... وشازبةٍ، تُعْطي قليلًا مؤيدًا
يُنَبّهْنَ أسْرابَ القطا من مبيته ... إذا ما القطا من آخر الليلِ هُجَّدا
٦٨ - عمرو بن ثُمامة بن البار. وهو المعروف بالقعقاع اليشكري، في قوله:
ألا أيها القلبُ الكئيبُ المُفجَعُ ... تجمَلْ بصبرٍ، آل مُيّةَ ودّعوا
فلا تهلكنْ إنْ فارقوك فإنني ... بذي المرْفق الزاكي عليَّ مُفْجعُ
٦٩ - عمرو بن جَبَلة بن باعث بن صريم، الغُبري اليشكري.
من قوله:
فأبلغ بني ماويّة الصيْد بيْهسا ... وقيسا، ولا تترك شُريحا ولا عمْرا
٧٠ - عمرو بن الأَحَرّ بن الأخضر بن هلال بن ربيعة بن خطمة بن الحارث بن جلاّن بن عَنَزَة.
يقول:
أبلغ بني عوفٍ وأبلغْ مُحاربا ... وأبلغْ بني جلاّن ما الحقُّ يُسْألُ
وهِزّانَ بلّغْ حيثُ حلّتْ ديارُها ... فما من أخٍ إلاّ عليه مُعوّلُ
٧١ - عمرو بن مالك بن القُدار العَنَزي.
يقول لحاتِم الطائي، وكان أسيرًا فيهم:
أحاتِمُ إنَّا لا نُجيع أسيرَنا ... وأنتَ طليقُ الجوعِ إنْ كان نالَكا
أحاتِمُ قد جرَّبتَنا فوجدتنا ... ليوثًا لدى الهيجاءِ، إنَّا كذالكا
٧٢ - عمرو، اسمٌ زوّرهُ أعرابيّ من بني ذُهل، فصار مماتُعيَّر به ذُهل. حدثني أحمد بن محمد بن راشد، قال: حدثني محمد بن إبراهيم الحِنّائي بمصر، قال: حدثنا أحمد بن المقدام في إسناد ذ كرَهُ قال: توفي رجل من بني عِجلٍ فبني على قبره بناءٌ، وكان يضاف عند قبره الأضياف، فإذا كان الليل، جاء رجل من أهل العِجلي، فنظرَ كم ثَمَّ من ضيف، فجاءهم من النزل على قدر ذلك.
فمرَّ فجاء رجل من بني ذُهل، فجاء الرجل الموكَّل بالأضياف وقد جاء الليل
1 / 9
فلما رآه الذُهلي نزعَ قلنسوته فوضعها على ركبته وقال: قُمْ يا عمرو. فذهب الرجل فجاءه بنُزُل رجلين. فقال فيهم شاعرٌ يهجوهم بذلك:
إذا أَنْفَذَ الذُهليُّ ما في جِرابِهِ ... تلفَّتَ، هل يلقى برابيَةٍ قَبرا
فإنْ قيل: قبرٌ من لُجيمٍ ببلدةٍ ... أناخَ وسَمَّى رأسَ رُكبتِهِ عَمْرا
اليمن // ٧٣ - عمرو بن المنذر الملك بن امريء القيس اللخمي. وأمه أمامة ابنة عمرو بن الحارث الكِندي، وبها يُعرف. وهو أصغر ولد المنذر، وكان ولد المنذر الملوك الأكابر، وهم عمرو الأكبر والمنذر وقابوس، لعمتها هند ابنة الحارث الكندي،. فطلقها المنذر بن امرىء القيس وتزوج ابنة أخيها، وقال:
كَبِرتْ وأدركها بناتُ أخٍ لها ... فأَزلن إمّتَها بركضٍ مُعجل
الإمّةُ: النعمة فلما مات المنذر وملك ابنه الأكبر عمرو في المنذر، ردَّ إلى أخيه قابوس أمر البادية، ولم يرُدّ إلى عمرو بن أُمامة شيئًا فقال:
ألإبْنِ أُمَكَ ما بَدا ... ولك الخورنقُ والسّديرُ
فلأَمنعنّ منابتَ الضَمْران إذ مُنِع القُصورُ
بكتائب تَرْدِى كما ... تَرْدى إلى الجيفِ النسورُ
إنّا بني العَلاّتِ تُقضَى دون شاهدِنا الأمورُ
ثم خرج مُغاضبًا لأخيه وقصد اليمن فأطاعته مُراد، فأقبل بها يقودها نحو العراق، حتى إذا سارَ بها لياليَ تلاومتْ مرادُ بينها وكرهت المسير معه، وثار به المشكوح هبيرة بن عبد يغوث وقتله، ولما أُحيطَ به ضاربهم بسيفه حتى قُتِل، وقال:
لقد عرفتُ الموتَ قبلَ ذَوقِهِ ... إنَّ الجبانَ حَتْفُه من فَوْقِهِ
كل امرىء مقاتلٌ، عن طوقِهِ ... كالثور يحمي جلْدَه بَروْقِهِ
وبهذا تمثل عامر بن فُهيرة الشهيد ﵀ يومَ بئر معونة، حين هاجروا إلى المدينة فاجتووها. حدثني بذلك أحمد بن أبي خيثمة عن أحمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق.
٧٤ - عمرو بن الحارث بن عمرو أبو شُرحبيل الكندي، هو الذي يقول يرثي أخاه شُرحبيل المقتول بالكُلابِ، وقتلته تغلب:
إنَّ جنبي عن الفراشِ لنَابِي ... كتجافي الأَسَرَّ فوق الظّرابِ
من حديثٍ نمى إليَّ فما أطعم نومًا ولا أُسيغ شرابي
مْرّة كالذُعافِ يكتمها النا ... سُ على حرِّ مَلَّةٍ، كالشهابِ
يا ابنَ أُمّي ولو شهدتك إذتد ... عو تميمًا وأنتَ غيرُ مُجابِ
٧٥ - عمرو بن الإطْنابة، وهي أمُّهُ، وأبوه عامر بن زيد مناة بن مالك بن الأَغرّ الخزرجي.
شاعر فارسٌ معروف.
حدثني أبو بكر أحمد بن زهير، قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ عن محمد بن الحكم عن عوانة بن الحكم الكلبي، وحدثني محمد بن راشد قال: حدثنا مسعود بن بشر قال: حدثنا ابن داحة عن ابن دأب. قال: قال معاوية بن أبي سفيان لقد هممتُ بالهرب يومَ صِفين، فما ردَّني إلاّ ما ذكرتُ من أبيات عمرو بن الإطنابة، حين يقول:
أَبَتْ لي عِفّتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثَمن الربَيحِ
وقولي كلما جشأَتْ لنفسي ... مكانَكِ، تُحْمدي أو تستريحي
واقدامي على المكروِه نفسي ... وضربي هامة البَطلِ المُشيح
لأَدفعَ عن مآثِر صالحاتٍ ... وأحمي، بعدُ، عن حَسبِ صريح
قال: فقلتُ: الله لتُحامِيَنّ عن الشاة والبعير ولأَفِرنَّ عن المُلكَ! قال: فصبرتُ حتى آلَ الأمرُ إلى ما آلَ إليه.
وحدثني أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة العباسي بإسناده، قال: لما قَتل الحارثُ بن ظالم المرقي خالدَ بن جعفر بن كلاب نائمًا في قُبّة النعمان مُتّئِرًا بزهير بن جَذيمة العبسي، قال فيه الناسُ وفي قتله إياه نائمًا، وكان الحارثُ يغاور الأوس والخررج بالمدينة لقرب دارهم منهم، فقال عمرو بن الإطنابة:
أبلغ الحارثَ بن ظالمٍ الُمو ... عدَ وَالناذرَ النُذورَ عَلَيّا
إتما تقتلُ النيامَ ولا تقتُلُ يقظانَ ذا سلاحٍ كمِيّا
ومعي عُدَّتي معَابلُ كالخمْرِ، وأعددتُ صارمًا مشرفيا
قال: فأتاه الحارث بن ظالم متخفيًا فدقَّ بابَه ليلًا ثم قال: إني مستجير، قال: قد أَجرتُكَ.
1 / 10
قال: إنّ لي أمرًا أريدُك له فاستلئِمْ في سلاحك ففعل، فقال: اجتهدْ، قال: لا مزيدَ فيما فعلتُ.
قال: اخرجْ معي، فخرجَ ومع الحارث سيفهُ.
فلما بَعُدَ عن البيوت، قال: أنا الحارث بنُ ظالم وقد استلأَمتَ ولستَ نائمًا فخذ جذرَكَ.
قال: ملكتَ فأَسجحْ. فجزَّ ناصيتَه وخلَّى سبيله، فرجع إلى منزله.
٧٦ - عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس، وهو مُعَقّرِ البارقي، وبارقُ من الأَزد.
قال الهيثم بن عَدِي فيما أخبرني عنه ابنه محمد: إنما لُقّبَ مُعقِرًا لقوله في العُقاب:
لنا ناهِضٌ في الوكرِ قد مَهّدتْ له ... كما مَهدتْ للبعلِ حسناءُ عاقِرُ
وهذه قصيدته المشهورة وفيها يقول:
معاويةُ بن الجَون ذُبيانُ حولَه ... وحشانُ في جمع الرِّباب مُكاثِرُ
فجئنا إلى جمعٍ كأنَّ زُهاءَهُ ... جرادٌ هفا في هَبوةٍ متطايرُ
وخبّرها الوُرّادُ أنْ ليس بينها ... وبين قُرى نَجرانَ والدَربِ كافِرُ
فأَلقتْ عَصاها واستقرَّ بها النَّوى ... كما قرَّ عينًا بالإيابِ المُسافِرُ
وأُخبرتُ عن محمد بن أنس عن حمّاد الراوية، قال: حدثَني معقل بن أبي بكر الهُذلي الراوية، وكان قد بلغ مائة سنة، قال: حدثني أبي، قال: شهدتُ يوم جَبَلة، يومَ أقبل ابنا الجَوُن معاوية وحسّان الكِنْديَّان هذا في تميم وهذا في قيس، وكان معقرّ بن حمار البارقي في بني تميم، فقال هذا الشعر، فقلتُ لأبي: كم كانت خيل الحييّن، مع ما يُكثر معقرّ منها؟ قال: كان مع الفريقين نحوٌ من أربعين فارسًا.
٧٧ - عمرو بن عَديّ بن نصر اللخمي، جدُّ النعمان بن المنذر وآبائه الملوك، يقول من رواية المُفضَّل:
صددتِ الكأسَ عنَّا أمَّ عمرو ... وكان الكأسُ مجراها اليمينا
وماشرُّ الثلاثة أمَّ عمرو ... بصاحبكِ الذي لا تصبحينا
٧٨ - عمرو ابن أبي عُمارة الخُنيسي الأَزدي.
يقول:
دعوتُ فثابتْ من خُنيسٍ عِصاب ... إلى الضِربِ مشيَ المُحنِقاتِ الروَاقِلِ
٧٩ - عمرو بن أشيم الأزْدي الحُدَّاني الذي يقول:
شاقتكَ أظعانٌ بكرنَ بُكورا ... وتجاسرتْ عن ذ ي الأَصابعِ زُورا
٨٠ - عمرو بن طَلَّة وهي أمُّه، وأبوه معاوية بن عمرو بن مبذول، يُعرَف بابن طلَّة، بن مالك بن النجار الخزرج.
من قوله - ويقال إنّه للحارث بن عبد العُزّى الخررجي، وكان عمرو بن طلَّة قائد الخزرج في حربهم مع الأوس:
أصَحا أم قد نهى ذكَرَهُ ... أم قضَى من لَذّةٍ وَطَرَهْ؟
أم تذكرتَ الشبابَ وما ... ذِكُركَ الشباب أو عُصُرَه
٨١ - عمرو بن امرىء القيس، من بني الحادث بن الخزرج يقول في مالك بن العجلان النجَّاري:
يا مال والسيّدُ المعمَّمْ قد ... يُبْطرُه بعضَ رأيه السَرَفُ
نحنُ بما عندنا وأنت بما ... عندكَ راضٍ، والأمرُ مُختلِفُ
فأَبدِ سيماك يعرفوكَ بما ... يبدون سيماهُم فيعَترِفوا
٨٢ - عمرو بن رفاعة الواقِفي الأَوسي، من قوله:
إمَّا تَربَنا وقد خَفَّتْ مَجالِسُنُا ... والموتُ أمرٌ لهذا الناسِ مكتوبُ
فقد غَنَينَا وفينا سامِرٌ عَثِجٌ ... وساكِنٌ كَأَتيّ الليلِ مرهوبُ
منَّا الذي هو ما إنْ طُرَّ شارِبُه ... والعانِسون ومنَّا المَرْدُ والشِيبُ
٨٣ - عمرو بن سيَّار بن مُرَّة السَّكوني، أبو النَيْل يقول:
لججنا ولجّتْ هذه في التَغضبِ ... ولُطَّ القناعُ دوننا بالتَّنقُّبِ
ويُروى هذا الشعر لحُجيّة بن المُضرّب الكندي في ولد أخيه مَعْدان بن المضرَّب، أنشدته عائشة أم المؤمنين، رضوان الله عليها، أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر في أمر القاسم بن محمد بن أبي بكر وأخيه، لما قُتِلَ محمد أبوهما بمصر.
1 / 11
٨٤ - عمرو بن عبد مناة الخزاعي، كذا قال ابن أبي خيثمة، وهو ابن عبد مناف عند بعض الرواة، وله أشعارٌ كثيرة. أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن أبي عبد الرحمن الغلابي عن علي بن صالح عن ابن دأب، قال: كان أول عاشقٍ في العرب، صدقَ في عشقه، عمرو بن عبد مناة، وكان مذكورًا بحُسن الحديث وجودة الشعر. فرأى ليلةً ابنة عُيينة الخزاعية تجتاز إلى بيت لها فعشقها، وهام حتى كان النوم قد امتنع عليه إلاّ بحيث يرى بيوت أهلها، وفي ذلك يقول:
أُوسَّدُ أحجارًا ودَقْعاء نائيًا ... مَبيتَ عَسيفِ الحيّ غير المكرَّمِ
أرى بيتَ ليلى حين أُغِلقَ بابُه ... ألذَّ وأشهى من مِهادٍ مُقرَّمِ
ثم قتله زوج ليلى، وحدثنا ابن أْبي خيثمة بحديثه. ومن قول عمرو بن عبد مناة، أنشدنيه أحمد بن محمد بن بشر:
أرى العهدَ من ليلى حديثًا ونائيًا ... هو النأيُ لا نأيَ الحبيب لياليا
هو النأيُ لا أنْ تشحَطَ الدارُ مرةً ... ولكنَّ نأيَ الدارِ ألاّ تلاقيا
ومنه أخذَ المحدث قوله:
بينًا هو البينُ لابَيْنَ النَّوى زمنًا ... ولا التنقّل من دار إلى دارِ
٨٥ - عمرو بن جابر بن كعب المُنتكِث الخزاعي، شاعر قديم ذكر محمد بن الهيثم بن عَدي عن أبيه أنه سُمّي المُنتكِثُ لقوله:
فإنْ يخرجوا في القوم أفرح بخَرجِهمْ ... وإن ينكثوا يومًا من الدهر أنكثُ
٨٦ - عمرو بن جعدة بن فهد بن عبد الله الخزاعي، القائل:
صدفتْ أُميمة لاتَ حينَ صُدُوفِ ... عنّي وآذنَ صُحبتي: بخُفوفِ
لما رأيتُهم كأنَّ نبالَهم ... بالجزع من نَقْرَى نِجاءُ خريفِ
وعرفت أنْ مَن يَثْقَفوه يتركوا ... للضَبْعِ أْو يصطاف شرَّ مصيفِ
أيقنتُ أنْ لا شيءَ يُنجْي منهم ... إلاَّ تفاوت جَمِّ كلِ وظيفِ
٨٧ - عمرو بن الحارث بن عمرو الخزاعي، القائل:
نحن ولينا البيتَ من بعدِ جُرْهُمِ ... لنمنعه من كل باغٍ وآثمِ
ونتركُ ما يُهْدَى له لا نمسُّه ... نخاف عقابَ الله عند المحارمِ
٨٨ - عمرو بن براقة الهَمدَاني النِهْمي، شاعرٌ فارسٌ مُقدَّم صعلوك، ومن قوله:
عرفتْ حنيفةُ إذ رأتْ بمُبايضٍ ... نِهْمًا، شِعارهُم المبينُ: نَزالِ
وقصيدته المشهورة الجيدة:
تقول سُليمى لا تعرَّضْ لتلفةٍ ... وليلُك من ليل الصعاليكِ نائمُ
وكيفَ ينامُ الليل مَنْ جُلُّ مالِه ... حُسامٌ كلونِ الملح، أبيضُ صارمُ
صموتٌ إذا عضَّ الضريبة لم يَدعْ ... بها طمعًا، طوعُ اليدين مُكارمُ
ألمْ تعلمي أنَّ الصعاليكَ نومُهم ... قليلُّ، إذا نامَ الخليُّ المسالمُ
إذا الليل أدْجَى واستقلتْ نجومُهُ ... وصاحَ من الإفراطِ هائمٌ جواثِمٌ
٨٩ - عمرو بن مالك النخعي ثم الكعبي من بني والان.
هو الذي يقول:
ومرَّتْ تسحبُ الريطة تدعو يا بني كعب
ألا من يُبْصِر العارضَ قد أوفى على الشِعبِ
٩٠ - عمرو بن ثعلبة بن غِياث بن مِلْقط بن عمرو بن ثعلبة بن رومان بن جُنْدَب بن خارجة الطائي.
هو الذي يقول:
مهْمَا لِيَ الليلة، مَهْمَا لِيَه ... أَوْدَى بنعلنيَّ وسرْباليَهْ
الخيلُ قد تُجشم أربابَها الشِقَ وقد تَعْتَسِفُ الدَّاوِيَهْ
إنك قد يكفيكَ دَرْءَ الفتى ... وبغيَه أن تُرْكَضَ العالية
أنشد ثعلب هذه القصيدة لابن عبدل الأَسدي.
٩١ - عمرو بن الحارث بن مُضاض الجرهمي، القائل:
كأنْ لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصَّفَا ... أنيسٌ ولم يَسْمُر بمكَّةَ سامِرُ
بلى نحن كنّا أَهلها فأَزالنا ... صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثِرُ
أنشدني ذلك علي بن أبي الأَزهر قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الزهري عن عبد الملك بن هشام عن زياد بن عبد الله البكّائي عن محمد بن اسحق قال: وعنه زالت ولاية البيت عن جرهم إلى خزاعة.
٩٢ - عمرو بن عُزَيَّة المَعْني، هو الذي يقول:
1 / 12
أبلغ بني ثُعَلٍ بأنَّ دياركم ... قفرٌ إلى الكَرْمينِ فالصيَّاح
لولا بنو عمرو بن سِنْبِسَ أصبحتْ ... أنعامُكم نَفَلًا بغير سلاج
٩٣ - عمرو بن يسار بن قرواش بن مالك بن عمرو الطائي.
هو الذي يقول:
إنْ اسطعْتِ يومًا أنْ تكوني لمحجَنٍ ... قُبيلَ رحَيلِ القومِ عرسَ الكرَّوسِ
إذن تعلقي في رَحْلِ أبيضَ ماجدٍ ... طويل نجاد السيفِ ليس بأكوَسِ
٩٤ - عمرو بن الأَبْجَر الطائي البحتري، هو الذي يقول:
وقالوا: قد جُننتَ فقلتُ: كَلاّ ... وربّي ما جُننتُ ولا انتشَيْتُ
٩٥ - عمرو بن النَّبيت الطائي البحتري، هو الذي يقول:
إنّي وإنْ كان ابنُ عمّي عاتبًا ... لمُقانِفٌ من دونه وورائه
ومُعدُّه نصري وإنْ كان امرءًا ... مترَحْرجًا في أرضِه وسمائِهِ
٩٦ - عمرو بن قِعاس بن عبد يَغوث بن محرِّش بن مالك بن عوف المرادي، هو الذي يقول:
بنو غُطَيف أُسرَتي في الوغى ... هم خيُر من يَعلو متون الرحَال
سائل بنا حِمْيَر يومَ الوغى ... إذا استحقّوا هَدَجًا كالرئال
٩٧ - عمرو بن عمّار الخطيب الطائي، خطيب شاعرٌ، كان صحبَ النعمان بن المنذر ونادمه، وكان النعمانُ أبرشَ أحمرَ معربدًا، فعربَد عليه يومًا فقتله، فقال في ذلك أبو قُردودة الطائي، أنشدناه المروزي عن الجاحظ:
لقد نهيتُ ابنَ عمَّار وقلتُ له ... لا تقْربَنْ أحمرَ العينين والشعَرَه
إنَّ الملوكَ متى تنزل بساحتِهم ... يومًا تطِرْ بكَ من نيرانِهم شررَهَ
يا جفَنَةً كإزاءِ الحوضِ قد هدموا ... ومَنطقًا مثل وشي اليُمْنة الحِبَره
٩٨ - عمرو بن الخُثَارم البَجَلي، من بني عسيرة.
حدّثني عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال: الخُثارم: المتطير، وأنشدني في ذلك شعرًا.
وأنشدني محمد بن شيبان عن حمّاد بن اسحق عن أبيه لعمرو بن الخثارم يقوله في بني أفصى بن نذير بن قَسْر بن عبقر بن أنمار البَجليين، قال: وكان إذا نزلَ بهم ضيف حسبوا مالَه وعرفوه، فإن ماتَ له بعيرٌ أو شاة أخلفوه عليه، وإنْ ماتَ أو واحدٌ من أهله أو ولده وَدَوْه وإذا شخصَ عنهم بلغوا ما منه وأحسنوا إليه:
أَلا مَنْ كان مُغتَرِبًا فإنّي ... لغُربتِه على أَفصَى دليلُ
يعينون الغنيَّ على غناه ... ويثرو في جوارهم القليلُ
ومن قول عمرو بن الخثارم البجلي:
فإنَّ بلادَ قومِكَ قد أُبيْحَتْ ... وحلَّ مكانهم حيُّ شطيرُ
٩٩ - عمرو بن شراحيل الهَمْداني، أبو بكر القائل يؤنب أبا كُرزٍ بفرارِه عنه: تركوا أبا بكرٍ يُنادي قائمًا قُطعَتْ دعائمهُم بقطعٍ مُوصلِ
يا ليتهم كانوا نساءً حُيّضًا ... كل امرىء منهم ينول بمِغْزَلِ
١٠٠ - عمرو بن قيس بن مسعود المُرادي.
يقول يرثي امرأته:
سُعيدَ قُومِي على سُعْدَى فبكّيها ... فلستِ مُحْصيَةً كل الذي فيها
في مأتمٍ كرياضِ الروضِ قد قرحتْ ... من البكاء على سُعَدى مآقيها
١٠١ - عمرو بن ذكوان الحضرمي، من قوله:
أحيا أباهُ هَاشَمُ بنُ حَرْمَلَهْ
يوم الهباتَين ويومَ اليَعملَهْ
والخيلُ تعدو بالحديدِ مُثقلَه
١٠٢ - عمرو بن رَبَاه بن نَصْب بن بَدّاء بن نهد الهمْداني المُرْهِبي، له شعر.
١٠٣ - عمرو الفوارس بن عامر بن سعد بن سمّى بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عِفْرِس، وهو ابن ذي الجوشن الخثعمي، يقول:
تناسيتَ يا ذا الجوشن الأمرَ قد خلا ... وأنت تُجدُّ اليومَ ما أنتَ ذاكر
١٠٤ - عمرو بن الصَعِق الخَثْعَمي، يقول:
أبكيت الجبالَ بغير شَجوٍ ... وهل تبكي من الحُزن السِلامُ
١٠٥ - عمرو بن خالد الهمْداني السَّبيعيّ، هو الذي يقول:
وما كان في نَسْرِ هِجَفٍّ قتلتَهُ ... بوادي حُراضٍ ما تعُدُّ مُرادُ
هجفّ: عظيم عتيق.
١٠٦ - عمرو بن الفَضْفاض الجُهَني، هو الذي يقول:
بشكو الدوار إذا ما قمتُ أرحلُهُ ... ريّا المزاد ويشكو الوردُ اقلالي
1 / 13
إنّا ثلاثةُ رَهطً عنك في شُغُلٍ ... بياننا مُبْرزٌ عن حالِنا جَالي
حُقَ له أن يُلاقى وسطَ معركةٍ ... في فِتيةٍ بسُيوفِ الهند أَبطالِ
يَبغونَ ما ابتغى مَلْقَى نفوسهم ... فيهم عُراةٌ من الأموالِ أمثالي
ومن قوله:
ماذا رُزِئن من الرجالِ نفوسهم ... يومَ العقيقِ ويومَ نَعْفِ الأثْولِ
١٠٧ - عمرو بن صَيفيّ الجُهني من بني خِزامة.
وهو الذي يقول:
تركتُ أبا لأمٍ يُوشّجُ نَسْلَها ... وأنقذتُ من طول العناوةِ مَعْقِلا
ومن قوله: تُذكّرِني ولا تَذْكُرُ.
١٠٨ - عمرو بن الحارث بن أبي شمر الجُهني.
القائل:
تقاربي هُمَيمُ لا أبَالكِ ... لا بدَّ أنّي ثالغٌ قذالكِ
كلُّ قِتالِ القومِ قد بَدالكِ
١٠٩ - عمرو بن المُراد البَلَوي، أحد بني عوفٍ بن وَدْم بن هِنْيء البلوي، يقول للنخّار بن أَوسٍ العُذري الراوية، واستلحق بطنًا من بَليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وذكر أنهم من قومه:
وقد كنتَ يا نخّارُ ما تدّعيهم ... وتُعرِضُ عنهم في السنين العوارق
يُمنّيهم النخّارُ إلحاقَ نسبةٍ ... بَلأيْ، وما النخّارُ فينا بصادق
١١٠ - عمرو بن ذي الرحَا القيني، يقول:
بكرتْ عليَّ تلومني وَتُغضّبُ ... ومتى تُردْنِي بالملامةِ تُصْعِبِ
بكرتْ عليَّ فلم يزلْ مصخابها ... بغريضِ غاديةٍ ورَاحِ أَصهبِ
١١١ - عمرو بن أوس بن أسماء بن رِباب بن معاوية بن بلال بن سُلَّى بن رِفاعة بن عُذرة بن عدي الجرميّ.
هو الذي يقول:
فأَجلَتْ سماءُ البيتِ عنّا وعنهمُ ... فريقين محبورٌ يُسَرُّ وهاربُ
كأَنّهم والنقعُ ينَجابُ عنهم ... رعيلُ نعامٍ لَفَّهُ القَطرُ آيبُ
١١٢ - عمرو بن قُدامة العَذري، من بني عامر.
يقول:
يا عمرو مَنْ لليزَازِ خصمٍ جَائرٍ ... بالعُرمِ إذ حضرَ الصديقُ فأضلعا
١١٣ - عمرو بن قُعيَط العُذري، من بني هند.
يقول:
إنْ كنتِ باكيةً من كُبرِ مرزئةٍ ... فابكي الكرامَ بني عمرو بن شمّاسِ
من كلِ أبيضَ نصُل السيف معْقلُه ... كأنَّما يُهتدَى منه بمِقْباسِ
١١٤ - عمرو بن شَراحِيل بن عبد العُزى بن امرىء القيس الكلبي، من عبد وُدٍ. من قوله:
تركتُ كعبًا وكعبٌ قائمٌ رَدِنٌ ... كأنَّه من جمالِي الريفِ مهشومُ
يا كعبُ إنّا قديمًا أهلُ سابقةٍ ... فينا السلامُ وفينا المجدُ والخِيْمُ
١١٥ - عمرو بن عروة بن العدّاء الكلبي الأجداري، يقول:
تباغت عَديُّ بينهما وتفاضلتْ ... إليَّ وأهلُ العلمِ قاضٍ وحاكمُ
ومن قوله:
بَني أمّ عَقّاسٍ أَقرّوا خدودكم ... على خِزْيةٍ عثّارُها يَتثوَّرُ
١١٦ - عمرو بن زيد بن المُتَمنّي بن عبد الله بن الشجب بن عبد وُدّ الكلبي. يقول:
فلو كنتُ بعض المُقرنينَ وعاجزًا ... لكنتُ أسيرًا فيٍ جبال مُحاربِ
وقفتُ على عمرو الذبابَ غُدّيةً ... ورَوَّحتُه بالأمسِ عن ذي تَناضُب
١١٧ - عمرو بن الأَسود الكلبي الاجداري.
يقول:
وإنْ يكُ صادقًا بالتَّيم ظنّي ... يشبُّ الحربَ ألويةٌ كرِامُ
فما أدري وعَلِّي سوفَ أدري ... أحَلٌ مالُ أَهيْبَ أم حرامُ
أهْيَب: قبيلة.
وأَهيبُ معشرٌ من جِذم كلبٍ ... لهم نسبٌ وآلهم قُدَامُ
١١٨ - عمرو بن عبد وُدٍّ الحارث بن كعب بن الوكّاء الكلبي، وهو ابن شُعاث الأَصغر.
يقول:
ولو شكرتْ بهراءُ يومًا لنعمةٍ ... إذن شكرتْ يومَ المُسيح ابنَ أصْرَم
١١٩ - عمرو بن جُنادة الخُزاعي.
يقول:
فلا والله ما أكسو غُلامًا ... دعا لحْيانَ ثوبًا ما حَيِيتُ
المُخَضرمون // من مُضَر ١٢٠ - عمرو بن عبدوُدّ، من بني عامر بن لؤي، فارس قريش وشاعرُها. قالى حماد بن إسحق الموصلي: أخبرني هشام ابن الكلبي: أته كان نديم أبي طالب بن عبد المطلب في الجاهلية.
1 / 14
وحدثني الحسن بن محمد بن فهم عن سعيد بن يحيى عن أبيه عن محمد بن إسحق بإسناده وعن الحسن بن حمّاد سجادة عن يجيى بن سعيد الأموي بحديث مقتل عمرو بن عبدودّ يوم الخندق، قال: كان عمرو ممن حضر يوم بدر حارب فارتشتْهُ، الجراحات وهو مثبت، وأفلت ولم يحضر يوم أُحُد وحضر يوم الخنلق فأقبل بتنزَّى الى القتال وينادي بالبراز، ويقف وراء الخنلق فيُنشد:
ولقد بححِتُ من الندا ... ءِ لجمعهم هل من مُبارِزْ
ووقفتُ إذ وقفَ المُشجَّعُ موقفَ القرن المُناجَزْ
فأمر رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب ﵇ بالخروج إليه، فخرج إليه راجلًا، فقال له: انتسب، فتسمّى، فقال له: ابن أخي لقد كنت أراك صبيًّا عند أمّك فأومِّل أن تكون للاّتِ والعُزَّى نصيرًا. فقال له: إن الله تعالى أنزل على ابن عمي كتابًا وشرع له دينًا ولا يرضى غيره وكلّ ما كان عليه آباؤنا باطل وضلال.
قال: ما أحبُّ أن أجزي أبا طالب عن مودته بقتلك.
قال: يعينُ الله عليك، فنزل إليه عمرو واجتلدا، قال: فلما سُمع التكبير من تحت العجاجة عُلِم أن عليًا قتله، وكان ذلك أول الفتح على رسول الله ﷺ. ١٢١ - عمرو بن قميئة الليثي، عدو الله وعدوّ رسوله ﷺ، والذي تولى الأثم العظيم من كسر رباعية رسول الله ﷺ وشجّه في وجهه يوم أحُد، وكان فارس قريش، وتعاهد هو وأُبيّ بن خلف الجُمحي وابن شهاب جدُّ الفقيه الزُهري وعتبة ابن أبي وقاص، على قتله ﷺ. فردّ الله ابن شهاب بغيظه، وقصده أبيّ بن خلف، فأخذ رسول الله ﷺ الحربة من الحارث بن الصِمَّة الأنصاري فطعنه بها طعنة خفية لم تصل الى حلقه. فلم يَسرْ إلاّ ليلتين حتى احتقن به الدم فقتله الله، ثم أفضى عدو الله عمرو بن قميئة إليه وقد خفَّ عنه أصحابه، فجرحه وانصرف إلى قريش فبشرهم بقتله، وامتحن الله المسلمين بالجِراح والانحياز واستشهد منهم من خُتِم له بالرحمة، فلما تحاجزوا وصعد المسلمون الجبل، قال أبو سفيان بأعلى صوته: اُعْلُ هُبِلْ. فقال له عمر بن الخطاب بأمر النبي ﷺ: الله أعلى وأجل، لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
فقال أبو سفيان: من المتكلم قال: عمر بن الخطاب. قال: نشدتُكَ الله هل قُتلَ صاحبكم؟ قال: لا والله، إنه ليسمع كلامك الآن.
قال: قبحُ الله ابن قميئة، أنت والله أصدق عندي منه وأبرُّ.
ولابن قميئة شعر.
١٢٢ - عمرو بن أبي أُحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس.
أسلم في أول الاسلام واستشهد يوم أجنادين بالشام، وكان أسلم قبله أخوه خالد بن سعيد، يقال: إنه خامس المسلمين، ثم أسلم عمرو بن سعيد وكتما اسلامهما عن أبيهما أبي أحيحة فمات بالظريبة من أرض الطائف، فأظهروا إسلامهما، فقال أخوهما أبان بن سعيد، وقد أسلم بعد ذلك:
ألا ليت ميتًا بالظريية شاهدٌ ... بما يفتري في الدين عمرو وخالدُ
أطاعا بنا أمرَ الوُشاةِ فأصبحا ... نُكابد من أعداننا مَنْ نُكابِدُ
فأجابه عمرو بن سعيد:
أخي ما أَخي لا شاتمُ أنا عِرضَه ... ولا هو عن سوءِ المقالةِ مُقْصِرُ
يقول إذا اشتدَّتْ عليه أمورُه ... أَلاَ ليت مَيْتًا بالظريبةِ يُنْشَرُ
فَدعْ عنك مَيْتًا قد مضى لسبيله ... وأَقبلْ على الحيّ الذّي هو أفقرُ
أنشدني ذلك أحمد بن أبي خيثمة عن أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق، قال: ولما غزا رسول الله ﷺ الطائف مرَّ بقبر أبي أحيحة، فقال أبو بكر الصدّيق رضوان الله عليه: لعن الله صاحب هذا القبر فإنّه كان شديد العداوة لله ولرسوله. فقال خالد بن سعيد: لعن الله أبا قُحافة فإنه كان لا يُقري الضيف ولايُعين على النوائب. فقال رسول الله ﷺ: لا يؤذى مسلم بسبِّ كافرٍ.
١٢٣ - عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي.
يكنّى أبا عبد الله، صاحب رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، هاجر إليه إلى المدينة في الهدنة التي كانت بينه ﷺ وبين قريش، واستعمله، وعمل لأبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم - صدرًا من خلافته، وكان يُهاجي وهو بمكة حسّان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فيمن كان يهاجيهم من شعراء قريش، وسمع حسّان شعره فقال: هو عاقلُّ وليس بالشاعر، وعُمّر عمرًا طويلًا.
1 / 15
حدثني محمد بن خلف بن حيّان قال: حدثنا أبوحُذافة السهمي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: قال عمرو بن العاص إنّي لَفي شَرْب من قريش في الجاهلية إذ رأيتُ في دار الخطاب بن نُفيل نارًا، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: ولِدَ له مولود، فقلت ما سمّاه؟ قالوا: عُمَر، فإذا كان هذا على ما قاله مالك، فليس يكون في الشرب إلاّ رجل له عشرون سنة أو أكثر منها، وتوفي عُمَر ﵀ عليه في سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ذلك أكثر القول فيه، عليه معاوية والشعبي وغيرهما، وولُدُهُ يصفون أنّه توفي لسبع وخمسين سنة. وبقي عمرو بن العاص بعده تسع عشرة سنة لأنّه هَلَك في سنة اثنتين وأربعين، ولا يُشَّك في أنّه تجاوز المائة سنة ولم يُقصِّرعنها، وكان بعد صرف عمر ﵀ إياه عن مصر، قد لزم ضيعته بفلسطين متنحيًّا عن أمر الطاعنين على عثمان، ثم غمس يده من أمر صفّين والحكومة بين المسلمين فيما فعله، وجعل له معاوية ولاية مصر ومالها فلم يتقلّدها إلاّ سنتين وأشهرًا، حتى توفي.
وكان وردان مولاه لمّا عقد له مولاه ما عنده بينه وبينه من أمر مصر، أقبل يحكُّ عَقِبَهُ وعمرو غافلُّ عنه، فلمّا خرج قال له: إنما أذكرتك أن تشترط مصر لعَقِبكَ من بعدك، قال: ما شعرتُ.
وأخبرني عمر بن شبّة: أن وردان كان فوق عمرو بن العاص في المكر والدهاء والحيلة.
وأخبرني أبو زيد عمر بن شبة: أن عمر بن الخطاب كان إذا رأى رجلًا يتلجلج في كلامه ويشكّ في رأيه، قال: إن الذي خلقك وخلق عمرو بن العاص واحد.
وحدّثني أبو زيد عمر بن شبّة قال: قال عمرو بن العاص: ما رأيتُ رجلًا يكلّم عمر بن الخطاب إلاّ رحمتُهُ، لأنه كان أعقلّ من أن يخدعه أحد، وأَتقى لله من أن يخدع أحدًا.
وأنشدنا ابو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن دعبل، لعمرو:
مُعاويَ لا أُعطيكَ ديني ولم أُصِبْ ... به منكَ دُنيا فانظرنْ كيفَ تصنعْ
فإنْ تعطيني مصرًا فأَرْبِحْ بصفقةٍ ... أخذتَ بها شيخًا يَضُرّ وينفَعُ
أخبرني أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عبد الملك بن قُدامة، قال: أخبرنا عمرو بن شُعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال عمرو بن العاص يوم صِفّين:
مَرِجَ الدينُ فأعددتُ له ... مُقرَع الحاركِ مروي الثَبَجْ
جَرْشُعًا أعظمه جُفْرتَهُ ... فاذا ابتلّ من الماءِ حدَجْ
١٢٤ - عمرو بن عبد الله، أبو عَزَّة الجُمحي، كان أحد شعراء قريش، وحضر يوم بدر معها، فأسره المسلمون فمَنَّ عليه رسول الله ﷺ لمكان فقره وبناته وعاهده إلا يظاهر عليه بقولٍ ولا فعل، فلمّا اجتمعت قريش فترافدت على غزوة أحد، قال له صفوان بن أميّة في الخروج، فقال: كيف بما أعطيتُ محمدًا، فقال: لك الله إنّي أنقل بناتك إلى بناتي فيصيبهنّ ما أصابهنّ من خير وشرّ. فخرج إلى بطونِ كِنانة يُحرضهم على مظاهرة قريش على غزو رسول الله ﷺ، يقول:
أَيهًا بني عبد مناة الرُّزَّامْ ... أنتم حُماةٌ وأبوكم حامْ
لا تَعدونّي نصرَكم بعد العامْ ... لا تسلموني لا يحلُّ اسلامْ
فاستجلب قبائل كنانة وحضر الوقعة يوم أحُد، فأظفر الله رسوله ﷺ، به أسيرًا فذكر له عياله وبناته ويدَه عنده، فأمر ﵇ بضرب عنقه، وقال: لا تمسح عارضيك وتقول خدعتُ محمدًا مرتين.
وقال ﷺ: لا يُلْدَغ المؤمنُ من جُحْرٍ مرَّتين. حدّثنا ذلك علي بن الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق.
١٢٥ - عمرو بن ظالم بن سفيان، أبو الأسود الدِّيلي، من كنانة، أدرك حياة رسول الله ﷺ، وهاجر إلى البصرة على عهد عمر ﵁، واستعمله علي بن أبي طالب ﵇، على البصرة خلافة عبد الله بن العباس، وكان شيعةً له، يميل إليه، ويقول بفضله حتى توفي. ومن شعره أنشده عمر بن شبّة:
أَمنتُ على السرَّ امرءًا غيرَ حازمِ ... ولكنّه في الودِّ غيرُ مُريبِ
أذاعَ به في الناسِ حتى كأنّما ... بعلياء، نارٌ أُوقِدتْ بثُقوبِ
وما كلُّ ذي لُبٍّ بمؤتّيك نُصحَه ... ولا كلُّ مُؤتٍ نصحه بلبيبِ
1 / 16
ولكنْ متى ما يُجْمعَا عند واحدٍ ... فحُق له من طاعةٍ بنصيبِ
ومن قوله، وكان مجاورًا لبني قُشير، وهم عثمانية:
يقولُ الأرذلون بنو قُشَيرٍ ... طوالَ الدهرِ ما تنسىَ عليّا
أحبُّ محمدًا حبًّا شديدًا ... وعبّاسًا وحمزةَ والوصيّا
فإنْ يكُ حبُّهم رَشَدًا أُصِبْهُ ... ولستُ بمخطىءٍ إنْ كان غيّا
قال: فقيل له: شككت. فقال: ما شك الله ﷿ حين قال (وإنّا وإيّاكم لعلى هدى أو في ضلالٍ مبين) .
وحدثني أبو زيد عمر بن شبّة قال: لما وقعت الفتنة أيام ابن الزبير بالبصرة، مرّ أبو الأسود على مجلس بني قشير فقال: يا بني قُشير على ماذا أجمع رأيكم في هذه الفتنة؟ قالوا: ولمَ تسألنا يا أبا الأسود؟ قال: لأُخالفه فإن الله لا يجمعكم على هُدَى.
وأنشدني أبو زيد في هذا المعنى:
إذا اشتبه الأمران يومًا واشكلا ... عليَّ ولم أعرفْ صوابًا ولم أدرِ
على محمد فقلت لم
فإن قال قولًا قلت شيئًا خلافهلأن
١٢٦ - عمرو بن شأس الأسدي، يكنى أبا عِرار، شاعر مقدَّم، أسلم في صدر الإسلام، وشهر وقعة القادسية.
أنشدنا حمّاد بن إسحاق الموصلي، من قوله:
وبيضٍ تطلّى بالعبير كانَّما ... يطأنَ، وإنْ أعنَقْهنَ بي جَددًَا وحَلاْ
لهوتُ بها يومًا ويومًا بشاربٍ ... إذا قلتَ مغلوبًا وجدتَ له عَقْلًا
إذا ماجرتْ فيه المُدامُ كأنَّما ... يُصادي هجانًا ردَّ عن شولهِ فَحْلا
ومن قوله:
وقد يُدَوّمِ ريقَ الطّامع الأَملُ
وهو يقول في ابنه عِرار بن عمرو:
فإنَّ عِرارًا إنْ يكنْ غير واضحٍ ... فإنّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المنكب العَمَمْ
أرادتْ عِرارًا بالهوانِ ومَنْ يُرِد ... عِرارًا لعمري بالهوانِ فقد ظَلمْ
ومن أصحاب رسول الله ﷺ الذي يُروى عنهم حديثه، رجل يُقال له عمرو بن شأس وهو أسلمي خُزاعي، وليس بهذا، وليس يُروى لذاك شعر.
وحديثُه قولُه ﷺ: لا تؤذِني في عليّ يا عمرو بن شأس.
١٢٧ - عمرو بن الأَهْتَم المِنْقَري، واسم الأهتم سِنان، بن سُمَيّ، سيّد من سادات قومه، وبيت من بيوت الخطابة واللَسَن، ولم يزل ذلك معروفًا لهم منذ الجاهلية، وفي الإسلام متصلًا. ووفد عمرو بن الأهتم على رسول الله ﷺ، في وفد بني تميم وبايعه، وكان حديث السنِّ.
حدثني أبو زيد عمر بن شبّة قال: حدّثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى أن قيس بن عاصم ضرب وجه سنان بن سُميّ في يوم الكُلاب في شيءٍ جرى بينهما بقوسٍ عربية فهتمَ فاه، فعُرف بعد ذلك بالأهتم.
وحدّثني ابو أحمد محمد بن موسى بن حمّاد البربري عن ابن أبي السري عن ابن الكلبي قال: لمّا أمر النبي ﷺ لوفدِ بني تميم بجوائزهم، قال: هل بقي منكم أحد؟ فقال قيس بن عاصم: غلامٌ منّا يحفظ ركابنا، فأمر له النبي ﷺ بمثل ما أمر لكل واحد منهم، فقال عمرو بن الأهتم يهجو قيسًا وينفيه:
ظللتَ مفترشًا هِلْباكَ تشتمني ... عند الرسولِ، فلم تصدُق ولم تُصِبِ
إنْ تبغضونا فإنَّ الرومَ أصلكمُ ... والرومُ لا تملِكُ البغضاءَ للعربِ
سُدْنَا فسؤدَدُنا عِزُّ وسؤدَدُكم ... مؤخَّرٌ عند أصلِ العُجْبِ والذَنَبِ
فقال قيس يعارضه بمثل قوله:
جاءتْ بكم فقرةٌ من أهلها ... حيريّة، ليس كما يزعمون
لولا دفاعي كنتم أعبُدا ... مسكنها الحيرةُ والسَّيْلحون
وحدثني أبو بكر محمد بن خلف قال: حدثنا عليّ بن حرب، قال: حدثنا الهيثم بن محفوظ قال: حدثنا أبو المُقوّم يحيى بن سالم الأنصاري عن الحَكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ لعمرو بن الأهتم: يا عمرو كيف الزبرقان فيكم؟ قال: يا رسول الله شديد العارضة، مُطاعٌ في أدانيه، مانعٌ ما وراء ظهره.
قال: والله يا رسول الله لقد حسدني، وإنّه ليعلم مني أكثر مما قال. فقال عمرو: أمّا إذا أبيتَ، فأنت والله ما علمت زمر المروءة، ضيقُ العطنِ، حديث الغِنى، أحمق الأب، لئيم الخالِ، والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الثانية، ولكني رضيت فقلت أحسن ماعلمت، وسخطتُ فقلت أسوأ ما علمت.
1 / 17
فقال رسول الله ﷺ إن من البيان لسحرا.
وحدثني عسل بن ذكوان النحوي، قال: حدّثنا العباس بن ميمون قال: حدثنا بن عائشة، قال: حدثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا محمد بن الزبير الحنظلي. قال عَسَل: وحدثنيه أبو حرب محمد بن خالد المهلّبي قال: حدثنا محمد بن عبّاد المهلبي عن أبيه عن محمد بن الزبير وفي الحديثين اختلاف ألفاظ. ١٢٨ - عمرو بن يثربيّ الضبّي، فارس بني ضبّة يوم الجمل، وقد قيل إن اسمه عَمِيرة بن يثربي، وقيل: إن عميرة أخوه.
وحدثني ابن أبي خيثمة عن دعبل: أن أسمه عمرو بن يثربي وكان عثمان بن عفّان استقضاه على البصرة ثم خرج مع عائشة، وقتل يوم الجمل ثلاثة من قُرَّاء الكوفة المعدودين ﵏ من أصحاب عليّ رضوان الله عليه: عِلباء بن الهيثم المُرادي وهند بن عمرو الجملي من مُراد أيضًا وزيد بن صُوحان العبدي، وارتجز فقال:
إنْ ينكروني فأنا ابن يثربي
قاتلُ عِلباء وهند الجملي
ثم ابن صُوحانَ على دين علي
وقتله عمّار بن ياسر ﵁ في ذلك اليوم. وكان عمرو بن يثربيّ قبل ذلك من العُبّاد المعروفين.
وحدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن ابن عون عن أبي رجاء العُطارِدي.
قال: سمعت ابن يثربي يرتجز يوم الجمل:
نحن بنو ضبّة أصحاب الجملْ
والموتُ أحلى عندنا من العسلْ
ننعى ابن عفّان بأطراف الأَسلْ
رُدّوا علينا شيخَنا ثمَ بَجَلْ
ومن قوله:
أَلا قُل للزبير وصاحبيه ... وطلحةَ والذين هم النُّضَار
١٢٩ - عمرو بن أبي حمزة الهُذَلي، أخو بني قُريم.
قال:
بَلّغوا قومَنا الصواهلَ أنّا ... قد نبذنا بَحِلْيةَ الأَوزارا
حين لا نَنْظُر المطيَّ ولكن ... طارَ في حبلِ لاحقٍ ما طارا
١٣٠ - عمرو بن المستوغر بن زمعة، بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
يزعم بعض الرواة أنّه عُمِّرَ ثلاثمائة وخمسين سنة، وهذا باطل، والمشهور من أمره، أنه حضر أمر الجاهلية الجهلاء وبقي إلى آخر أيام معاوية بن أبي سفيان. قالوا: بينه وبين مضر عشرة أباء، وبين عمرو بن قميئة المعمرَّ وبين نزار عشرون أبًا، وهذا فوقه في قُعْدُد النسب وطرافته وبُعده، وقد يكون مثل هذا. حدثني محمد بن أحمد قال: حدثنا مسعود بن بشر قال: حدثنا الأصمعي قال: حدّثنا أبو عمرو بن العلاء وعقبة بن رؤلة. وحدثني عبد الله بن مسلم بن قتيبة: أنَّ المستوغر مرَّ بعكاظ، وعلى ظهره ابنُ ابنه يحمله شيخًا هرمًا، وأُعيِيَ من حمله فوضعه بالأرض وقال: عنّيتَني صغيرًا وكبيرًا، فقال له رجلٌ: يا عبد الله اتقول هذا لأبيك؟ قال: أنا جدُّه. قال: ما رأيت شيخًا أكذبَ منك، مازدتَ لو كنتَ المستوغر بن زمعة، قال: فأنّا المستوغر.
وذكرمحمد بن الهيثم بن عَدِي عن أبيه: أنَّه سُمّي المستوغر بقوله في شعره:
ينشُّ الماءُ في الرَّبلاتِ منها ... نشيشَ الرَضْف في اللَّبنِ الوغيرِ
١٣١ - عمرو بن حبيب الثقفي، أبو مِحْجَن، فارس شاعر له صحبة، وكان مستهترًا بالشراب، كثير القول فيه، فحدّه عمربن الخطاب ﵁ مرَّات، ثم أخرجه الى العراق فشرب به فضربه سعد بن أبي وقاص وسجنه في قصر العُذيب، وكان سعد مريضًا في القصر، فأقام المسلمون في حرب القادسية أيامًا ووجهت الأعاجم قومًا إلى القصر ليأخذوا مَن فيه، فاحتال أبو محجن حتى ركب فرس سعدٍ عن غير علمه وخرج فأوقعَ بهم ورآه سعد، فلما انصرف بالظفر خلّى سبيله وقال: لا أضربك بعدها في الشراب.
فقال: فإنّي لا أذوقها أبدًا.
أخبرني أبو حنيفة إسماعيل بن عبد الله قال: دخل ابن أبي محجن على معاوية، فقال له: أبوك الذي يقول:
إذا مت فادْفِنّيّ إلى أَصل كَرْمةٍ ... يُروِّي عظامي بعد موتي عروقُها
ولا تَدْفِنَنّي بالفلاة فإنّني ... أخافُ إذا ما مُتُّ ألاَّ أذوقَها
فقال: يا أمير المؤمنين بل هو الذي يقول:
لا تسأَلي الناسَ عن مالي وكثرتِه ... وسائلي القومَ عن جودي وعن خُلُقي
نُعطي السنانَ غداةَ الروعِ حصّتَه ... وعاملُ الرمحِ أرويه من العَلَقِ
1 / 18
والقومُ أعلمُ أنّي من سُراتِهم ... إذا سما بَصَرُ الرِعْديدةِ الفَرِقِ
فقال: لئن كنّا أسأنا، لا نُسيء الفعال، وأمر له بصِلةٍ.
١٣٢ - عمرو بن مسعود الثقفي.
أخبرني أبو حنيفة إسماعيل بن عبد الله قال: حدّثني أبو عاصم محمود بن عاصم الشيباني قال: كان عمرو بن مسعود أخا عروة بن مسعود بن معتّب الثقفي، صاحب رسول الله ﷺ والشهيد بالطائف وكان عمرو صديق أبي سفيان بن حرب ينزل عليه كلما ورد الطائف فكبرت سِنُّه وامتدت أيامه وأثكل ولده، فشخص نحو معاوية بن أبي سفيان، وقد تمّ الأمر له واستُخلفَ فلم يُعرَف ببابه، فأقام عليه مدة، إلى أن أذن معاوية إذنًا عامًّا، فدخل عليه، ومثل بين السماطين فأنشده قصيدة طويلة وصف فيها ما كان بينه ولين أبيه وما مرَّعليه من الزمان وما أصيب به من ماله وولده ومن حجاب معاوية وأولها:
أَصبحتُ شيخًا كبيرًا هامةً لغَدٍ ... تزقو لدى جَدَثي أو لا فبعد غَدِ
أودى الزمانُ حَلوباتي وما جمعتْ ... كفّاي من سَبَدِ الأموالِ واللبدِ
حتى أحالَ على مَنْ كان لي عَضُدًا ... يا للرجال، فلستُ اليومَ ذا عَضُدِ
والله لو كان يا خيرَ الخلائفِ ما ... لاقيتُ في أُحُدٍ ذلّتْ ذُرَى اُحُدِ
قال: فبكى معاوية وقرّبَه إليه وبرّه وأكرمَه ووصلَه بصِلة سنية، وردّه إلى الطائف وكتب إلى عامله يوصيه به، فلم ينشب أن مات.
ومما قاله أيضًا لمعاوية:
ما بالُ شيخك مخنوقًا بجِرّته ... طال الثواءُ به دهرًا وقد صَبَرا
أبَاكَ تُرعد كفّاه بمحْجنهِ لم يترك الدهرُ من أولادهِ ذَكرا فاذكرُ أباك أبا سفيان فاحفظه في خلِّهِ، فلقد ضيّعتَه عُصُرا وقد كتب إلى عبد الله بن أحمد بن سوادة مولي بني هاشم قال: حدثني الغضبان بن المنخل البجلي قال: حدثني خالي الحكم بن موسى السلولي قال: حدثني أبو عيسى موسى بن أبي بكر البكري قال: قدم عمرو بن مسعود السُلمي هذا، قال إنه من بني سُليم، على معاوية، وكان صديق أبي سفيان، فلم يصل إليه شهرين، فكلمه عبد الله بن جعفر فيه فقال: ما علمت أنّه باقٍ، وأذن له فذكر الحديث وأنشد الشعر، قال: فقال له: وكم كان ولدُك؟ قال: عشرة كلهم قد رعى عليّ وكفاني، فماتوا وبقي الإناث وذهب مالي، فأمر له بدياتِهم وبرّه وحمله وكتب إلى عامله بالمدينة أن يُدني مجلسه ويقضي حوائجه.
وفي شعره الذي أنشدنيه أبو حنيفة ما يُصدّق حديث ابن سوادة أنّه أقام بباب معاوية شهرين فأمّا نسبه إلى سليم وما حكي أنّه وصلَه به فهو مضطرب، وكذلك إسناده.
قد مرَّ شهرٌ وشهرٌ لا يُرَى طمعٌ ... يدنيه منكَ وهذا الموت قد حَضَرا
أفنىَ حلوبتَه واجتاح آلتَه ... لم يترك الدهرُ من أبنائِه ذَكَرا
١٣٣ - عمرو بن سفيان، أبو الأعور السُلمي، فارس أهل الشام، كان فيمن كفر وغدر برسُلِ رسول الله ﷺ. فقنِتَ رسول الله ﷺ شهرًا يدعو على قبائل من سليم، منها رِعْل وذَكوان وعُصيّة، وقال فيها ﷺ: عصت الله ورسوله، وسمَّى عمرو بن سفيان باسمه.
حدثنا بذلك علي بن الحسن بن عرفة قال: حدثنا أبن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق.
وفي حديث آخرحدثنيه ابن شاهين: أنه ﷺ لعن عمرو بن سفيان وسهيلًا ذا الأسنان وأبا سفيان.
وأسلم أبو الأعور بعد ذلك، وحضر فتوح الروم بالشام وأبلى ورَأَسَ هناك، ثم كان رئيس القيسية يوم صِفّين وعظيم القدر عند معاوية، ومشهور الخبر ويقول الشعر.
حدثنا أبو بحر أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي قال: حدثني أبي عز، إسحاق بن زياد السامي عن شبيب بن شيبة عن خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم: أنّ معاوية غَرِضَ بجلسائه فقال لحاجبه: اطلب لي قومًا يحدّثوني سواهم، فوجد ببابه أبا الأَعور ومعن بن يزيد بن الأخنس ونصرَ بن الحجاج بن علاط السُلميّين فأدخلهم فخاطبهم معاوية وخاطبوه بكلام طويل، ثم أمر بإخراجهم، فكتب إليه أبو الأعور:
معاوِيَ إمّا التمست الرجا ... لَ فتلك التي مثلها يُلْتَمسْ
فقد امكنتكَ لعمري الأمور ... من الكاشفي عنكَ ما قد لبسْ
مِنِ ايرادِ أمرِ وإصدارِه ... وهَمّ تطاولَ فيه النَفَسْ
1 / 19