وكذا ما اورده المولى العلامة القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري -رحمه الله- في رسالته (المنقذة من الغواية) قال في سياق عرضه لما كان من رواية أبي الحسن بن علي المدائني المحدث الكبير في كتابه (الأحداث) قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة عمن يروي شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته، فقامت الخطباء من كل منبر يلعنون عليا ويتبرأون منه ويقعون فيه وبأهل بيته، وكان أشد الناس بلاءا حينئذ أهل الكوفة، فاستعمل عليهم زياد بن سمية، وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف؛ لأنه كان منهم في أيام علي ، فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطردهم وشردهم عن العراق فلم يبق فيها منهم معروفا.
ثم قال: وفي كتاب (الزوائد) لأبي هلال العسكري أن معاوية لما جمع لزياد الكوفة مع البصرة شخص إلى الكوفة واستخلف سمرة بن جندب فرجع زياد وقد قتل سمرة ثمانية آلاف رجل منهم رجل جاء فأعطاه زكاة ماله وصلى ركعتين فقتله سمرة فأتاه أبو بكرة فقال: لم قتلت رجلا قد أحسن عمله؟ قال: أخوك زياد أمرني بذلك، قال: أنت وأخي في النار.
ثم قال القاضي أحمد بن سعد الدين بعد هذا: وكان رسول الله قد قال لأبي هريرة، وأبي محذورة، وسمرة: ((آخركم موتا في النار))، فمات أبو هريرة فكان سمرة يسأل عن أبي محذورة، وأبو محذورة يسأل عن سمرة فمات أبو محذورة، ثم أخذ سمرة الزمهرير فمات شر ميتة.
وذكر ابن الأثير: أن زيادا هلك وقد استخلف على البصرة سمرة بن جندب فأقره معاوية ستة أشهر فعاث وقتل حتى أفسد ثم عزله، فقال سمرة: (لعن الله معاوية، والله لو أطعت الله كما أطعته ما عذبني أبدا) فمات شر ميتة أصابه الزمهرير. انتهى.
Bogga 68