Boqortooyada Jahannama iyo Khamriga
مملكة جهنم والخمر
Noocyada
ما هي يا ترى نتائج وعواقب صنع واستعمال التبغ والنبيذ والعرق والبيرة؟
توجد حكاية قديمة عن ناسك تخاصم مع الشيطان، وقال له إنه يمنعه من دخول صومعته، فأجابه الشيطان إنه سيدخلها رغما عنه، ولكنه إذا دخلها يجب على الناسك حينئذ أن يعمل ما يأمره به الشيطان، واتفقا على ذلك. فمسخ الشيطان نفسه غرابا جريحا، وجعل يقفز أمام صومعة الناسك وجناحه المكسور يلوح في الهواء، فأشفق الناسك على الغراب وأدخله صومعته، ولما أصبح داخلها رجع إلى صورته الأصلية، وعرض على الناسك أن يفعل واحدا من ثلاثة أمور: القتل أو الزنا أو السكر، فقبل الناسك أن يرتكب جريمة السكر وقال في نفسه إنه إذا سكر يضر نفسه فقط، ولكنه لما شرب وسكر وأضاع عقله وإدراكه، قصد قرية مجاورة لصومعته حيث أغوته امرأة ارتكب معها الزنا، وفيما هو في منزلها عاد زوجها وهجم على الناسك الذي دافع عن نفسه وقتل زوج المرأة.
هكذا يصفون عواقب السكر في حكاية قديمة يتداولها الناس، وفي الحقيقة ونفس الواقع هكذا تكون عواقب استعمال المشروبات الروحية، وقلما سمعنا أن لصا سارقا التجأ إلى القتل وهو في قواه العقلية. وهذه إحصاءات المحاكم أمامنا وهي تدل دلالة واضحة على أن تسعة أعشار الجرائم ترتكب في خلال السكر. وأوضح دليل على ذلك أن بعض الولايات المتحدة المحرم فيها استعمال المشروبات الروحية وصنعها واستيرادها تقل فيها الجرائم؛ فلا أثر فيها للسرقة والقتل والسلب والنهب، وسجون بعضها خالية خاوية.
ومن عواقب الخمرة وآثارها السيئة أنها تضر صحة الناس ضررا ظاهرا محسوسا؛ فإن مدمني الخمرة يصابون بأمراض يموتون بها غالبا قبل الأوان، وقلما يشفون منها مع أن المرضى من غير السكيرين يشفون بالمعالجة، وأن شركات التأمين على الحياة لا تؤمن على حياة السكيرين ومعتادي تعاطي المشروبات الكحولية.
ومن أثر عواقب الخمرة أنها تظلم عقل وإدراك وضمير الناس الذين إذا تعاطوها تتغير أطوارهم، ويغدون أخشن وأحمق وأسفه وأشر مما كانوا عليه من قبل.
وما هي المنفعة من شرب المشروبات الروحية؟
والجواب على ذلك أنه لا توجد منها منفعة ما.
إن الذين يدافعون عن العرق والنبيذ والجعة والوسكي وغيرها من المشروبات الروحية يقولون إنها تزيد الصحة والقوة، وإنها تدب الحرارة في الجسم والسرور في النفوس. ولكن قد اتضح الآن أن لا نصيب لهذا الكلام من الصحة. إن المشروبات الروحية لا تفيد الصحة ولا تزيدها؛ لأنها تحتوي على سم قوي قتال وهو الكحول، واستعمال السم لا يمكن أن يكون مفيدا نافعا. واتضح أيضا أن الخمور لا تزيد في قوة الإنسان، واستدلوا على ذلك بالمقارنة بين عاملين: أحدهما يتعاطى الخمر والآخر لا يتعاطاه؛ فظهر أن الذي لا يتعاطى الخمر يشتغل أكثر وأحسن وأتقن من الذي يتعاطاها، وظهر أيضا أن الجنود الذين يسكرون أجبن وأضعف من الذين لا يسكرون ولا يشربون الخمر.
واتضح أيضا أن الخمر لا يدفئ الجسم، وأن الحرارة التي تدب في الجسم على أثر شرب عدة كاسات لا تدوم طويلا، واتضح أيضا علميا أن الذين لا يتعاطون الخمر يتحملون البرد أكثر من الذين يتعاطونها.
وأما السرور الذي يستحوذ على الشاربين فإنه في الحقيقة ونفس الواقع ليس بسرور حقيقي، بل إنه سرور مصطنع يجر وراءه أوخم العواقب وأشنعها، الأمر الذي لا يحتاج إلى دليل. ويكفي لذلك أن يلقي الإنسان نظرة على المدن وماذا يحدث فيها في الحانات في أيام الأعياد، وكذلك على ما يحدث في القرى في الأعراس والأفراح؛ فإن السرور الناشئ من الخمر يتحول أكثر الأحيان وينتهي بالسباب والمشاجرة والجراح والقتل، فضلا عن أنه يجعل الإنسان يهوي إلى أسفل دركات الانحطاط والامتهان.
Bog aan la aqoon