فأخذه الرجل وانصرف مسرعا خوف الفضيحة.
وكان الماركيز ينظر إليهما وهو شبه المأخوذ، فلما انصرف الرجل قال لجان: من أنت؟ فهل أرسلك الله إلي لتقيني مما يحدق بي من الأخطار؟
قال: إني أصدق الناس في خدمتك. - بل إنك مثال الصداقة وآية الإخلاص.
قال له بصوت يتهدج: هل تحبني؟
فعانقه عناقا طويلا وقال له: إني أحبك كما يحب الأخ أخاه. أما وقد وثقت الآن من حبي فقل لي من أنت.
قال: لا تسألني كشف سر لا أريد الإباحة به، فثق بي واعلم أني ساهر عليك. •••
في ذلك اليوم كان السير روبرت فالدن في منزله مع ربيبته مس ألن واللادي سيسل والدة ليونيل؛ فقد كانوا ينتظرونه.
وكان السير روبرت مطرقا يفكر، ثم وقف فقال في نفسه: لا بد من النهاية. وقال لربيبته: تعالي معي يا ابنتي إلى غرفتي؛ فإني أريد مباحثتك في بعض الشئون.
وقد تبعته فأقفل باب الغرفة وبدأ معها الحديث فقال: إنك بلغت الحادية والعشرين من عمرك يا ابنتي، وشهد الله أني أحببتك ولا أزال أحبك كأنك ابنتي، ولذلك لا أجد الآن بدا من أن أطلعك على أسرار لا يجمل إخفاؤها عنك بعد أن بلغت سن الرشاد.
قالت: ثق إني سأحتفظ بهذه الأسرار.
Bog aan la aqoon