فأفرغ له في كأس شرابا كان قد أعده له الطبيب؛ فشربه بجملته وقال: رباه! كم أتوجع! ومع ذلك فلا بد لي من الحصول على الكنز قبل أن ينقله البراهمة من مكانه.
فقال له شمشون: ألعلك وجدت الكنز؟
قال: نعم، وهو أعظم مرارا من كنوز جميع ملوك الأرض.
قال: ولكن لماذا لم تدعني إليك يا سيدي؟
قال: أصغ إلي تعلم السبب.
ثم قص عليه كل ما جرى له في جوف الأرض تحت خرابات الهيكل مع الفتاة حارسة الكنز، وكيف أنها راقصته حتى أعياه التعب فسقته شرابا يشبه الخمر الإسبانية.
وهو لم يعد يعلم شيئا بعد أن أضاع رشده من هذا الشراب، ولكنه حين استفاق لم يجد نفسه في تلك المغارة، بل وجد نفسه ملقى في الهواء الطلق تحت شجرة من تلك الأشجار الهندية المشهورة بسموم أوراقها وظلها؛ فإن من يستظل تحتها يموت لا محالة.
وهذا النوع من الأشجار معروف في جميع الهند، فلما رأى جان أنه كان نائما تحت تلك الشجرة الهائلة عجب كيف أنه لم يمت، وقال في نفسه: لا شك أن الذين ألقوني هنا باتوا يعتقدون الآن أني أصبحت من عالم الأرواح.
وقد ذكر جان عند ذلك أن شرائع البراهمة تحرم سفك دم الإنسان، ولكنها لا تحرم قتله بالاختناق، وأنهم يكرهون النور كرها عظيما، ويخشون أن يتدنسوا بهم، وهذا هو السبب الذي حملهم على أن يلقوه تحت الشجرة السامة.
هذا الذي خيل لجان أنه حدث، فبينما كان يروي لشمشون ظنونه سمع وقع حوافر جواد، فقال له: اذهب وانظر ما هذا؛ فإن جميع رجالنا قد سكروا وناموا حسب عادتهم، وأخاف أن يكون الهنود قد أغاروا علينا.
Bog aan la aqoon