فنظر إليها بحزن وقال في نفسه: لا أرى أحدا غيري يسمع صوت الواجب. ثم نهض فودعها وقال: أرى يا سيدتي أنه يجب أن أعمل قصدي.
قالت: ماذا تريد أن تعمل؟
قال: واجباتي.
وقد تركها وانصرف إلى دكان كان يجتمع فيه العبيد الذي يطلبون الاستخدام، فنادى واحدا منهم - وهو أحد العبدين اللذين كانا في خدمة اللورد إسبرتهون في الهند - وقال له: هل أنت متأهب؟
قال: نعم يا مولاي. - أتقول ما قلته لي أمام الملك؟ - نعم يا مولاي. - إذن أنت واثق أن المركيز الحقيقي قد مات. - كل الثقة؛ فقد أخبرتك كيف أن الطبيب بولتون أخذه من مهده وهو ميت بموافقة اللورد، وكيف أنه عاد في الليلة نفسها بطفل حي يشبهه فوضعه في مهده، وكيف أن هذا الطبيب رشاني بمبلغ عظيم من المال حين علم بأني رأيته، وأمرني أن أسافر إلى سنجابور. - أتعيد كل هذه الأقوال أمام الملك؟ - نعم. - إذن تعال معي.
فصعد العبد إلى جانب السائق، وسارت المركبة إلى قصر الملك، فلما أراد السير روبرت الدخول اعترضه حاجب قائلا: الدخول ممنوع.
قال: إن الملك أرسل إلي كتابا يأمرني فيه بالحضور. - ألعلك لم تعلم يا مولاي بماذا حدث؟ - ماذا؟ - إن الملك أصيب بالليل بعارض جنون، وقد تولى البرنس دي غال مكانه إدارة المملكة.
فاغتم السير روبرت وحاول الانصراف، وعند ذلك جاءه ضابط فقال له: أأنت السير روبرت يا مولاي؟
قال: نعم.
قال: تعال فقد أمر سمو البرنس أن ندخلك إليه.
Bog aan la aqoon