عاد المركيز روجر إلى نادي الحسان فوجد الإسباني ينتظره، فاتفقا على اللعب بالشطرنج، وتراهن أعضاء النادي، واقترح الإسباني أن لا يحضر لعبهما أحد، ثم دخل مع المركيز إلى غرفة، فأقفلا بابها وجلسا بجوار نافذة مقفلة تطل على مشرف يشبه الرواق.
وقد وضعا الشطرنج بينهما على مائدة، وقال له الإسباني: لقد تعودت أن أشرب كأسا من الخمر خلال اللعب، فهل توافقني على ذلك؟
قال: دون شك، وملأ كأسين من زجاجة أمامهما فشرب كل منهما نصف كأسه وبدأ اللعب.
وكان الإسباني متختما بخاتم من الياقوت بخنصر يده اليمنى.
فبينما هو ينقل رقاع الشطرنج سقط خاتمه إلى الجهة التي كان فيها المركيز فانحنى المركيز ليلتقطه واغتنم الإسباني هذه الفرصة فألقى في كأس خصمه حبة سوداء لم تلبث أن امتزجت بالخمر حتى ذابت فيها.
ثم أخذ الخاتم شاكرا، فقال له المركيز: أتعلم لماذا رضيت أن ألاعبك بالشطرنج؟
قال: دون شك؛ فإننا سنتحادث بشأن السير جيمس ابن عمك، فاعلم أن الأميركيين أنقذوه.
قال: لقد أخبرتني بذلك. - وإني لقيته حين كنت بمعسكر الجنرال جاكسون فتعرفت به وعهد إلي بمهمة لديك. - ما هي هذه المهمة؟ - إنه يريد أن يعود إلى إنكلترا. - إنها جرأة نادرة من هذا الأفعى. - ولكنه نادم أشد الندامة لإساءته إليك. - وأنا آسف لأني لم أقتله كما يقتلون الذئاب.
فهم أن يجيبه، وعند ذلك فتحت النافذة فجأة وهب هواء شديد أطفأ المصباح فقام الإسباني لينير المصباح من المستوقد ونهض المركيز يحاول إقفال النافذة فلم ينتبه أحد منهما إلى يد مدت من تلك النافذة فأبدلت موضعي الكأسين بحيث وضعت كأس المركيز أمام الإسباني وكأس الإسباني أمام المركيز.
ثم أضيء المصباح، وأقفلت النافذة وعادا إلى الحديث فقال المركيز: لقد قلت لي إن السير جيمس ندم على ذنوبه، وأنه يريد العودة إلى وطنه .
Bog aan la aqoon