عم ضاقت به الحيلة؟
إدموند :
عن أن يغريني بقتل فخامتك، ولما ذكرت له أن الآلهة المنتقمة تبعث رعدها غضبا على من يهم بقتل أبيه، وأخذت أبصره بما بين الأبناء والآباء من أمشاج متينة الأوصال، وتبين أني إنما أقف دون غرضه المنكر وقفة الإباء والمقت الشديد؛ وثب علي والسيف مصلت في يده، وطعن جسمي الأكشف، فوخز ذراعي، ولكنه فر على حين فجأة، ولست أدري أكان ذلك لما رأى من جيشان نفسي بالغضب عليه، وتحفزي لقتاله، مستبسلا في سبيل الحق، أم كان ذعرا مما أحدثته من اللغب والضجيج؟
غلوستر :
دعه يفر نازحا أبعد المدى، فلن يبقى في هذه الأرض ناجيا بنفسه، وما إن يقبض عليه حتى يلقى على الفور حتفه. الليلة يأتي إلى هنا سيدي وزعيمي ومولاي، الدوق صاحب كورنوال، وسألتمس منه الإذن فأعلن في الديار أن من يجد ذلك الوغد الضاري، ويقبض عليه ليلقى جزاءه العادل؛ يستوجب شكرنا له، وأن من يئوه متسترا عليه يكون جزاؤه القتل.
إدموند :
لما حاولت أن أصرفه عن عزمه، وألفيته مصرا على المضي فيه، أنذرته مغضبا بكشف أمره، فأجاب: «أتزعم أنت، يا ابن الفاحشة المعدم المحروم، أني إذا وقفت أكذب دعواك كان في الناس من يثق بقولك، فيظن فيك الخير والفضيلة ويقرك؟ محال. كل ما أنكره من دعواك، وهو ما لا بد أن يكون حتى ولو أبرزت خط يدي بعينه، سأعزوه كله إلى رأيك وإغرائك، وتبييتك وائتمارك الأثيم. ولعمري إنك لترمي الناس بالحمق جميعا إذا هم لم يجدوا فيما تفيد من وراء موتي محفزا قويا، ودافعا شديدا للعمل على مناله.»
غلوستر :
ويل للوغد العنيد، أينكر رسالته؟ محال أن يكون هذا ولدي. (أبواق من الداخل)
هاكم أبواق الأمير. لا أدري فيم أتى، ولكني سأقفل كل مرفأ حتى لا يفلت الوغد من يدي، وأحر بالدوق أن يجيب سؤلي في هذا. وسأرسل صورته في كل ناحية حتى تستعرفه المملكة برمتها. أما أنت أيها الولد البار، والابن الحقيقي، فسأتخذ الوسيلة لأجعلك أهلا لوراثة أرضي. (يدخل كورنوال وريغان وأتباع.)
Bog aan la aqoon