ولم يستطع رئيس الخدم إلا أن يغمغم في ضعف: سمعا وطاعة يا سيدي الكونت.
ثم حاول أن يحمل جسد مولاه، غير أن سيرل لم يتركه يفعل، بل قال له بغلظة: سوف أحمله أنا إلى داخل الفلا.
وتبع رئيس الخدم في الممشى ثم صعد وراءه السلم ودخل القاعة الكبرى. وكان لويس قد بدأ يعود إلى رشده، فوضعه سيرل فوق أحد الكراسي الكبيرة، ثم نكص على عقبيه دون أن يلقي نظرة إليه أو إلى رئيس الخدم، ونزل إلى الحديقة، وكان الكونت فريزن لا يزال هناك، فلما اقترب سيرل منه تقدم إليه خطوة، فرآه سيرل يفعل ذلك، وكان سيمر إلى جانبه دون أن يلقي إليه بكلمة لولا أن اعترض طريقه، وقال فريزن بجفاف ولكن بكل ثبات: يجب أن تخبرني من تكون؟
فأجاب سيرل: لقد قلت لك إنني لست شحاذا، وإن ذلك الرجل قد سقط فحملته، وهذا كل ما هنالك.
فأتم الأوستوري بهدوء: أعرف هذا، وإني في الواقع لست في حاجة لأن أسألك لأن اسمك سيرل برتراند، أليس كذلك؟
فأردف الآخر: كيف لك أن تعرف هذا؟
فأجاب الثاني برزانة: إن جان أوجست وأنجر من أصدقائي.
وسرعان ما انحل التجهم الذي كان يكسو وجه سيرل، وحلت محله مسحة من فضول الأطفال، وسأل قائلا: هل تكلما عني؟
فأجاب فريزن في ابتسامة: لقد تكلما عنك بعبارات قوية مؤثرة؛ فقد قالا إن أمامك مستقبلا باهرا إذا كنت تعمل بجد.
فغمغم سيرل: أليس عجيبا أن يتذكرا مبتدئا مثلي؟! - إنهما يتحدثان عنك كمبتدئ. وليس أوجست أو أنجر ممن يلقون المدح جزافا.
Bog aan la aqoon