81

Malhamat Jazair

ملحمة الجزائر: شرح تاريخي لإلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا

Noocyada

يقول عبد الرحمن بن خلدون عن إفريقية والمغرب: «لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين؛ قد لحق بها وعادت بسائطه خرابا كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانا، تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر، والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.»

22

وتنصب أندلس عندنا

وترتاح للعرب النازحين

بغض النظر عن بعض عوائد التوحش التي ألفها العرب في صحراء مصر، والسلوكات السلبية المحسوبة على الهجرة الهلالية، غير أنها لم ترق إلى اعتبارها عاملا من عوامل السقوط؛ بل إن الواقع التاريخي يشيد بالدور الرائد لبني هلال في الحروب ضد الصليبيين وفي فتوحات الأندلس؛ بل أبعد من ذلك ما أثبته ابن خلدون في كتابه «العمران»، عندما أعزى انحطاط العالم الإسلامي وركونه إلى الضعف بسبب تراجع العصبية العربية، ووصول القيادات القبلية العسكرية الممثلة في الأتراك والبربر إلى قيادة الأمة الإسلامية ، حسب قوله.

شهدت الدولة الحمادية غزو النورمان لجيجل سنة 537ه،

23

واتسمت بودية علاقتها بالمسيحيين، وصارت مركزا تجاريا، وتجلت فيها معالم الحضارة في قصورها ومساجدها ومساكنها وطرقها. سادت فيها اللغة العربية وأصبحت اللغة الرسمية للدولة. تقلص استعمال اللغة الأمازيغية في بعض مناطق المغرب العربي، وأصبحت حكرا شفويا على سكان بعض الجهات في الجزائر.

لم يفلح عبد الله المهدي في نشر المذهب الشيعي الإسماعيلي في الأوساط الجزائرية، ولعل أهم عامل قضى على هذا التيار السياسي والمذهبي هو ثورة أبي زيد المحتسب الملقب بصاحب الحمار (ت336ه/947م) تحت لواء المذهب الإباضي.

24

Bog aan la aqoon