Malatiyya Sufiyya Ahl Futuwwa
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
Noocyada
عن طريق الملامة، قال: ترك التزين للخلق بكل حال وترك طلب رضاهم في نوع من الأخلاق والأفعال، وألا يأخذك فيما لله عليك لومة لائم بحال. قال عبد الله بن المبارك
44
حين سئل عن الملامة، فقال: هم قوم لم يكن لهم في الظاهر آيات للخلق ولا لهم في باطنهم دعوى مع الله تعالى، وسرهم الذي بينهم وبين الله عز وجل لا تطلع عليه أفئدتهم ولا قلوبهم. قال: وسمعت جدي إسماعيل
45
بن نجيد يقول: لا يبلغ الرجل شيئا من مقام القوم حتى تكون أفعاله كلها عنده رياء وأحواله كلها دعاوى. وسئل بعض مشايخهم: ما أول هذه القصة؟ فقال: تذليل النفس وتحقيرها ومنعها عما تسكن إليه، أو يكون لها فيه راحة وإليه ركون، وتعظيم الخلق وحسن الظن لهم وتحسين قبائحهم وتحقير النفس وتذليلها وسوء الظن بها. وحضر بعض المشايخ مع حمدون القصار في مجلس، فجرى فيه ذكر بعض أخدانهم فقيل: إنه كثير الذكر، فقال حمدون: ولكنه دائم الغفلة، فقال له بعض من حضر: أليس يجب عليه شكر ما أنعم الله عليه بأن وفقه للذكر باللسان؟ فقال: أولا يجب عليه رؤية تقصيره في غفلة القلب عن الذكر؟
قال رحمه الله: ورأيت في كتاب كتبه أبو حفص إلى شاه الكرماني
46
فقال له: اعلم يا أخي أن من لم يعرف فاقة نفسه وعجزه في جميع ما يبدو منه من الطاعات، ليشوبها بالرياء، ومن لم يستعمل الترقي ويجعله زماما لنفسه في جميع أحواله، ثم يعلم أنها (أي النفس) وإن لانت أنها الأمارة بالسوء لا تنقاد لطاعة إلا وتضمر فيها خلافا، فيقابلها بالملامة في جميع أوقاته ولا يدعها تستقر في حالة من أحوالها، فقد أخطأ النظر في نفسه. وحكى عن يحيى بن معاذ
47
أنه قال: من أخلص لله لا يحب أن يرى شخصه ولا يحكى قوله. وسئل بعضهم عن أحوال القوم، فقال: هم قوم تولى الله حفظ أسرارهم وأسبل على أسرارهم ستر الظاهر، فهم مع الخلق من حيث الخلق، ولا يفارقونهم في أسواقهم ومكاسبهم، ومع الله سبحانه من حيث الحقيقة والتولي، [49ب] فباطنهم يلوم ظاهرهم على الانبساط مع الخلق والكون معهم برسوم العوام، وظاهرهم يلوم باطنهم بأنه ساكن في مجاورة الحق وغافل عما فيه الظاهر من معاشرة الأضداد، وهذا من أحوال الأئمة والسادة. قيل لأبي يزيد: ما أعظم آية العارف؟ قال: أن تراه يؤاكلك ويشاربك ويمازحك، ويبايعك ويشاريك، وقلبه في ملكوت القدس؛ هذا أعظم الآيات. وقال أبو يزيد:
Bog aan la aqoon