وكثيرا ما كان يبدو وكأنه لا يعرف شيئا ويفهم كل شيء.
وذات مرة عندما مددت يدي لأصافحه، أسي لحالي؛ لأن يدي كانت باردة، فقلت له إني أتيت لتوي من الخارج حيث تمطر، فأخذ يدي بين يديه وقال: «افعلوا ما عليكم فعله، أما أنا فسأبقى لأدفئ هذه اليد.» •••
وبعد ذلك جلسنا على أريكة في نهاية الحجرة، وعندما كنا نحدد أين سيجلس كل منا، قال: «أنا ولد أكبر سنا ولا أحب الأمور الصعبة.»
وبصوت منخفض كانت موسيقى موتسارت تنطلق من مكبر الصوت، وعندما مر شخص، قال له أبي: «هلليلويا!» (التي تعني «هللوا للرب»؛ أي اشكروه) وتبعه بنظره. ولما كررها ثانية وضحك ذلك الشخص، علق أبي مازحا وهو يشرح لي ولكاتارينا قائلا: «تسقط عليهم تلك الكلمة مثل القنبلة.» •••
ذلك الرجل العجوز ورغباته الصغيرة، التي كان يفضلها على مسكن جديد في الجنة؛ وهي التنزه، ومقابلة شخص يمكنه التحدث إليه قليلا. •••
لا يوجد الكثير مما يتوقع حدوثه في دار المسنين؛ خدمات ترفيهية بسيطة، وجوه ضاحكة، هرة تتمسح، دعابة تضحك الآخرين. يعجبني أن الأشخاص الذين يعيشون هنا قد تحرروا من المجتمع القائم على الإنتاج والإنجاز.
أحيانا يكون نقص الإمكانات شيئا محررا. أتصور الأمر مثل الانتظار على رصيف المحطة في سيبيريا على مسافة كيلومترات بعيدا عن التجمع السكاني التالي، يجلس المرء يأكل اللب. بالتأكيد سيأتي القطار وقتا ما، سيحدث شيء في لحظة ما، بالتأكيد. •••
ارتشف أبي من فنجان القهوة رشفة، ثم وضع الفنجان بجوار طبقه، ونظر إلى شخصين وسأل: «هل هما قريبان؟»
فأجبت: «نعم.»
فقال: «اعتقدت ذلك أيضا بسبب اللون.» •••
Bog aan la aqoon