Makhtutat Masrahiyyat Mustafa Mumtaz
مخطوطات مسرحيات مصطفى ممتاز
Noocyada
مصطفى ممتاز شاعرا
إذا كنا في الصفحات السابقة تحدثنا عن كتابات مصطفى ممتاز المسرحية، وأحصينا عدد مسرحياته غير المنشورة حتى الآن، فهذا كان من منطلق ما كتب عنه في السابق بأنه اشترك مع توفيق الحكيم في اقتباس مسرحية «خاتم سليمان»؛ أي إننا انطلقنا من معلومة معروفة عنه بوصفه كاتبا مسرحيا رغم عدم وجود أي نص مسرحي منشور له من قبل! وربما يتعجب القارئ - في هذا الموضع - عندما نتحدث عن مصطفى ممتاز باعتباره شاعرا؛ لأن هذه المعلومة غير معروفة عنه، ولم يتحدث بها أي إنسان من قبل. وربما يزداد القارئ تعجبا عندما يعلم أن مصطفى ممتاز كان شاعرا، قبل أن يكون كاتبا مسرحيا! ومن المحتمل أن تعجب القارئ سيصل إلى الذروة؛ عندما يعلم أن العمل الوحيد المنشور لمصطفى ممتاز كان ديوانه الشعري!
فأثناء البحث عن اسم مصطفى ممتاز في فهارس دار الكتب المصرية، فوجئت بوجود اسمه على بطاقة ديوان شعري بعنوان «ديوان ممتاز». وعندما طلبت الاطلاع على الديوان وجدت صعوبة بالغة في ذلك؛ بسبب وجود نسخة وحيدة منه فقط، وهي نسخة صغيرة الحجم، متهالكة الأوراق؛ بسبب مرور ما يقرب من تسعين عاما على نشرها. ومع الإلحاح في الطلب، والإصرار وراء المعلومة؛ أجيب إلى طلبي بصعوبة بالغة. وربما هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى، فحاولت جاهدا أن أنقل من الديوان ما عن لي نقله؛ ربما يأتي اليوم ويبلى الديوان تماما، ولم يبق منه إلا ما استطعت نقله، ونشره في هذا الكتاب! و«ديوان ممتاز» جاء على غلافه الآتي:
ولهذا الديوان مقدمة، قال فيها مصطفى ممتاز:
وبعد، فهذا ثمرة ما خطته يميني في أوقات الفراغ. لم أخرجه فخرا بوجود اسمي بين أرباب الأقلام، فما أنا من أبطال ذلك الميدان، ولست سوى غامس يراعه مع الغامسين، وكاتب مع الكاتبين. آنست من وقتي فراغا، فلم أشأ أن أضيعه سدى، فتناولت القلم وغمسته هنا وهناك؛ فكانت الثمرة هذا الديوان. وإني آمل غض الطرف عن الزلات، والتماس المعذرة لدى الهفوات فالعصمة لله وأنبيائه والله ربي وهو مولاي ونعم النصير.
وإذا تتبعنا ما قمنا بنقله واختياره من قصائد الديوان، سنجد قصيدة وطنية بعنوان «سلمى ومصر». وفيها يحث الشاعر الشباب على ترك الغرام، وما ينتج عنه من شقاء وعناء، ويدعوهم إلى تحمل هذه المشقة في سبيل حب وطنهم مصر. وفي ذلك يقول:
46
ما كنت آمل أن سلمى في الهوى
تقضي كما شاءت لها الأهواء
صرمت حبالي بعد حب قاتل
Bog aan la aqoon