202

Majmucat Rasail

مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى

Daabacaha

دار ثقيف للنشر والتأليف

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٣٩٨هـ

Goobta Daabacaadda

الطائف

Noocyada

Fatwooyin
حاجتك أعظم مما يقضيها اذا دعوته أنت، فانك أن كنت مستحقًا للعقاب ورد الدعاء فالنبي والصالح لا يعين على ما يكره الله ولا يسعى فيما يبغضك إليه وان لم يكن كذلك فالله أولى بالرحمة والقبول منه. فان قلت هذا دعاء الله أجاب دعاءه أعظم مما يجيب اذا دعوته انا فهذا هو القسم الثاني وهو أن يطلب منه الفعل ولا يدعوه، ولكن يطلب أن يدعو له كما يقال للحي ادع لي، وكما كان الصحابة يطلبون من النبي ﷺ الدعاء في الحي، وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم وفلم يشرع لنا أن نقول ادع لنا ولا أسأل لنا ربك ونحو ذلك، ولم يفعل هذا أحد من الصحابة ولا التابعين. ولا أمر به أحد من الأئمة، ولا ورد بذلك حديث، بل الذي ثبت في الصحيح انهم لما أجدبوا زمن عمر استسقى بالعباس ﵄ فقال: اللهم انا كنا اذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وأنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. فلم يجيئوا إلى قبر النبي ﷺ قائلين: يارسول الله ادع الله، أو استسقى لنا ونحن نشكو إليك ما أصابنا، ونحو هذا، ولم يقله أحد من الصحابة قط، بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، بل كانوا إذا جاءوا عند قبر النبي ﷺ يسلمون عليه ثم إذا أرادوا الدعاء لم يدعوا الله مستقبلي القبر بل ينحرفون فيستقبلون القبلة، ويدعون الله وحده لا شريك له كما كانوا يدعونه في سائر البقاع، وفي المؤطا وغيره أن النبي ﷺ قال: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" "اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وفي السنن أيضًا أنه قال: "لا تتخذوا قبري عيدًا وصلوا علي حيث ما كنتم فان صلاتكم تبلغني" وفي الصحيح أنه قال في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما فعلوا قالت عائشة: ولولا ذلك لابرز قبره لكن خشى أن يتخذ مسجدًا وفي سنن أبي داود عنه أنه قال: "لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج". ولهذا قال العلماء لا يجوز بناء المساجد على القبور، وقالوا: أنه لا يجوز أن ينذر لقبر ولا للمجاورين عند القبر شيئًا لا من دراهم، ولا زيت ولا شمع ولا حيوان، ولا غير ذلك كله لأنه نذر معصية، ولم يقل أحد من أئمة المسلمين أن الصلاة عند القبور في المشاهد مستحبة، ولا أن الدعاء هناك أفضل، بل اتفقوا كلهم على أن الصلاة في المساجد وفي البيوت أفضل من الصلات عند قبر، لا قبر نبي ولا صالح سواء سميت مشاهد أم لا وقد شرع الله ذلك في المساجد دون المشاهد وقال: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾ ولم يقل في المشاهد وقال تعالى: ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ الآية. وذكر البخاري في صحيحه والطبري وغيره في تفاسيرهم في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا

1 / 214