Majmucat Rasail
مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى
Daabacaha
دار ثقيف للنشر والتأليف
Lambarka Daabacaadda
الطبعة الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٣٩٨هـ
Goobta Daabacaadda
الطائف
Noocyada
Fatwooyin
في عبادة الله غيره فيقال: السجود عبادة وذبح القربان عبادة والدعاء عبادة فما الفارق بين السجود والذبح والدعاء إذا الكل عبادة والدعاء عبادة؟ وما الدليل على أن السجود لغير الله والذبح لغير الله شرك أكبر والدعاء بما لا يقدر عليه إلا الله شرك أصغر.
ويقال أيضًا: قد ذكر أهل العلم من أهل كل مذهب باب حكم المرتد وذكروا أنواعًا كثيرة كل نوع منها يكفر به الرجل ويحل دمه وماله ولم يرد في واحد منها ما ورد في الدعاء بل لا نعلم نوعًا من أنواع الكفر والردة ورد فيه من النصوص مثل ما ورد في دعاء غير إله بالنهي والتحذير من فعله والوعيد عليه ولا يشتبه هذا إلا على من لم يعرف حقيقة ما بعث الله به محمدًا ﷺ من التوحيد ولم يعرف حقيقة شرك المشركين الذين كفرهم النبي ﷺ، وأحل دماءهم وأموالهم وأمره الله أن يقاتلهم (حتى لا تكون فتنة) أي لا يكون شرك (ولا يكون الدين كله لله)
فمن أصغى إلى كتاب الله علم علمًا ضروريًا أن دعاء الأموات من أعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين، فكيف يسوغ لمن عرف التوحيد الذي بعثه الله به محمدًا ﷺ أن يجعل ذلك من الشرك الأصغر، ويقول قد عدم النص الصريح على كفر فاعله، فان الأدلة القرآنية والنصوص النبوية قد دلت على ذلك دلالة ظاهرة ليست خفيه، ومن أعمى الله بصيرته فلا حيلة فيه ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ وأيضًا فان كيثرا من المسائل التي ذكرها العلماء في مسائل الكفر والردة وانعقد عليها الإجماع لم يرد فيها نصوص صريحة بتسميتها كفرًا وإنما يستنبطها العلماء من عموم النصوص كما إذا ذبح المسلم نسكًا متقربًا به إلى غير الله فان هذا كفر بالإجماع كما نص على ذلك النووي وغيره وكذلك لو سجد لغير الله.
فاذا قيل هذا شرك لأن الذبح عبادة والسجود عبادة فلا يجوز لغير الله كما دل عل ذلك قوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ وقوله: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فهذا صريح في الأمر بهما وأنه لا يجوز صرفهما لغير الله؟ فينبغي أن يقال فاين الدليل المصرح بان هذا كفر بعينه؟ ولازم هذه المجادلة الإنكار على العلماء في كل مسألة من مسائل الكفر والردة التي لم يرد فيها نص بعينها، مع ان هذه المسألة المسئول عنها قد وجدت فيها النصوص الصريحة من كلام الله وكلام رسوله وأوردنا من ذلك ما فيه الهدى لمن هداه الله.
وأما كلام العلماء فنشير إلى قليل من كثير ونذكر كلام من حكى الإجماع على ذلك قال في الإقناع وشرحه من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم كفر اجماعًا لأن هذا كفعل عابدي الأصنام قائلين ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ انتهى، وقال الشيخ تقي الدين ﵀: وقد سئل عن رجلين تناظرا فقال أحدهما: لا بد لنا من واسطة بيننا وبين الله فانا لا نقدر أن نصل إليه إلا بذلك فأجاب بقوله: ان أراد بذلك أنه لا بد من واسطة تبلغنا أمر الله فهذا حق، فان الخلق لا يعلمون ما يحبه الله ويرضاه وما أمر به وما نهى عنه إلا بالرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده وهذا
1 / 143