397

Warqado uu soo gudbiyay al-Jahiz

رسائل الجاحظ

Tifaftire

عبد السلام محمد هارون

Daabacaha

مكتبة الخانجي، القاهرة

Sanadka Daabacaadda

1384 ه - 1964 م

Noocyada

Maansada

وخرجت نسيج وحدك أوحديا في نفسك، حكمت وكيل الله عندك - وهو عقلك - على هواك، وألقيت إليه أزمة أمرك، فسلك بك طريق السلامة، وأسلمك إلى العاقبة المحمودة، وبلغ بك من نيل اللذات أكثر مما بلغوا، ونال بك من الشهوات أكثر مما نالوا، وصرفك من صنوف النعم في أكثر مما تصرفوا، وربط عليك من نعم الله التي خولك ما أطلقه من أيديهم إيثار اللهو، وتسليطهم الهوى على أنفسهم فخاض بك تلك اللجج، واستنقذك من تلك المعاطب، فأخرجك سليم الدين، وافر المروءة، نقي العرض، كثير الشراء، بين الجدة. وذلك سبيل من كان ميله إلى الله أكثر من ميله إلى هواه.

فلم أزل في أحوالك كلها تلك بفضيلتك عارفا، ولك بنعم الله عندك غابطا، أرى ظواهر أمرك المحمودة تدعوني إلى الانقطاع إليك، وأسأل عن بواطن أحوالك فيزيدني رغبة في الاتصال بك، ارتيادا مني لموضع الخيرة في الأخوة، والتماسا لإصابة الاصطفاء في المودة، وتخيرا لمستودع الرجاء في النائبة.

فلما محصتك الخبرة، وكشف الابتلاء عن المحمدة، وقضت لك التجارب بالتقدمة، وشهدت لك قلوب العامة بالقبول والمحبة، وقطع الله عذر من كان يطلب الاتصال بك، طلبت الوسيلة إليك والاتصال بحبلك، ومتت بحرمة الأدب وذمام كرمك.

Bogga 71