وقد قال الله عز وجل لكم: ?يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم?[التوبة: 34]،كيما تحذروا.
وإذا رأيتم العالم بهذه الحالة والمنزلة فأنزلوه منزلة من عاث في أموال الناس بالمصانعة، والمداهنة، والمضارعة لظلمه أهل زمانهم، وأكابر قومهم، فلم ينهوهم عن منكر فعلوه؛ رغبة فيما كانوا ينالون من السحت بالسكوت عنهم.
وكان صدودهم عن سبيل الله بالاتباع لهم، والاغترار بإدهانهم، ومقارنتهم الجائرين الظالمين المفسدين في البلاد؛ ذلك بأن أتباع العلماء يختارون لأنفسهم ما اختار علماؤهم، فاحذروا علماء السوء الذين سلكوا سبيل من ذم الله وباعوا طاعة الله للجائرين.
إن الله عز وجل قال في كتابه: ?إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيئون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلاتخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون?[المائدة: 44].
فعاب علماء التوراة والإنجيل بتركهم ما استحفظهم من كتابه - وجعلهم عليه شهداء - خشية الناس، ومواتاة للظالمين، ورضى منهم بأعمال المفسدين. فلم يؤثروا الله بالخشية فسخط الله عليهم لما اشتروا بآياته ثمنا قليلا، ومتاعا من الدنيا زائلا.
Bogga 67