144

Majmuuc Rasaa'il Kazim

مجموع رسائل الكاظم2

Noocyada

Jawaab

...نشأ الإمام الحسن بن الحسن (ع) ، في كنف والده الحسن السبط ، وفي دار جده علي ، وجدته فاطمة البتول الزهراء (ع) ، عاش حياة مليئة بالإرهاب الأموي ، إذ أن فترة طفولته (ع) كانت من أسوأ الفترات التي تحيط بأهل بيت النبوة ، فعيون بني أمية مشددة الوطأة على كل داخل للحسن بن علي ، وعلى كل خارج من عنده ، وما هي إلا سنوات قلائل حتى استشهد أباه مسموما (سنة50ه) وهو في التاسعة من العمر ، فتربى في أحضان عمه الحسين بن علي (ع) ، فأخذ عنه شمائلا علوية فاطمية محمدية ، واغترف من علومه الشيء الكثير ، فالحسن المثنى يقينا لم يكن يعتبر نفسه إلا عند والده بعد والده ، ومن هنا زاد تعلقه بعمه الحسين ، والحسين فكان يكرمه ويحبه ، فحصل وأن قصد الحسن بن الحسن عمه الحسين يريده أن يزوجه إحدى بناته، فاختار له الحسين فاطمة ابنته ، وكان أحب بناته إلى قلبه وأشدهم شبها بفاطمة الزهراء (ع) ، فعقد له الحسين عليها ، ولكن دون دخول ، وهذا فنخمن أن يكون في ما بين ((58-60ه)) ، وهذا فيزيد الأواصر بين الحسن وعمه قوة إلى قوة ، نعم! تشرب إمامنا الحسن وصايا جده أمير المؤمنين الحاثة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والقيام بحجة الله في الأرض ، فعاش يقاسي مع عمه ظلم معاوية ، ثم ابنه يزيد ، المنكر يؤمر به ، والمعروف ينهى عنه ، أبو تراب يسب على المنابر ، وآل بيت رسول الله مضطهدين ، الظلم منتشر ، والأمن منعدم ، كل هذا جعل أبا عبدالله يهب هبة الأسد ، ويزأر زأرة الحق في وجه الظلم ، فتحرك بنفسه وأهل بيته وأصحابه ممتثلا لأمر الله تعالى : ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) ، لم يترك إمامنا الحسن بن الحسن عمه في هذه المعركة ، بل شاطره فكره وثورته على الطغيان ، هذا كله وعمر الحسن بن الحسن عشرون سنة ، بدأت المعركة واستبسل الحسين وأهل بيته وأصحابه ، الكل يتسابق للنصر أو الشهادة ، فاستشهد الحسين ، وقتل عدة من أهل بيته وأصحابه ، وسقط إمامنا الحسن بن الحسن على أرض المعركة مثخنا بالجراح به رمق الحياة ، فأرادوا أن يجهزوا عليه لولا تدخل وتوسط خاله أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري ، وخؤولته له جاءت من جهة كونه فزاريا قريبا من بني المنظور بن زيان والد خولة أم الحسن بن الحسن ، نعم ! تدخل أسماء بن خارجة وأخذ الحسن بن الحسن إلى بيته ، وهناك عمل على معالجة جراحه ، وبقي عنده لمدة ثلاثة أشهر ، ثم عاد إلى المدينة المنورة ، وهناك دخل بابنة عمه فاطمة بنت الحسين (ع) ، وتفرغ للعبادة ونشر العلوم ، مع الحرقة على انتشار الفساد في البلاد ، وقام على صدقات وأوقاف جده أمير المؤمنين ، ولم يكن من بني فاطمة في ذلك الزمن من الرؤوس إلا هو ، وأخوه زيد ، وابن عمهما علي بن الحسين زين العابدين ، وكانت تجمع الجميع رابطة أخوية قوية ، مبدأهم ومذهبهم وهدفهم واحد ، فصلوات الله عليهم وعلى آبائهم وأخيار ذريتهم إلى يوم الدين .

Bogga 2