Majmuc Musannafat
مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري
Tifaftire
نبيل سعد الدين جرار
Daabacaha
دار البشائر الاسلامية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١ م
Goobta Daabacaadda
لبنان / بيروت [ضمن سلسلة مجاميع الأجزاء الحديثية (١)]
٦٨٥ - (١٦) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا حماد بن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رسول الله ﷺ في سفر، / فقال: إلا تدركوا الماء تعطشوا، فانطلق سرعان الناس يريد الْمَاءَ، وَلَزِمْتُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَمَالَتْ برسول الله راحلته، فنعس رسول الله فَمَالَ، فَدَعَمْتُهُ فَادَّعَمَ، وَمَالَ فَدَعَمْتُهُ فَادَّعَمَ، ثُمَّ مال ثم دعمته فَادَّعَمَ، ثُمَّ مَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْجَفِلَ على رَاحِلَتِهِ فَدَعَمْتُهُ، فَانْتَبَهَ، فَقَالَ: مِنَ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ: حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ عَرَّسْنَا، فمال إلى شجرة فنزل، فقال: انظر هل تَرَى أَحَدًا؟ فَقُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، هَذَانِ رَاكِبَانِ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةً، فَقَالَ: احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلاتَنَا، قَالَ: فَنِمْنَا فَمَا أَيْقَظَنَا إِلا حَرُّ الشَّمْسِ فَانْتَبَهْنَا، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وسار وسرنا هنيهة، ثم نزل فقال معكم مَاءً؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ، مِيضَأَةٌ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ ماء، قال: فائتني بها فأتيته بها، فقال: مسوا منها مسوا ⦗٤٣٤⦘ مِنْهَا، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ وَبَقِيَ فِي الْمِيضَأَةِ جَرْعَةً، فَقَالَ: ازْدَهِرْ بِهَا يَا أَبَا قَتَادَةَ، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهَا شَأْنٌ.
ثُمَّ أَذَّنَ بِلالٌ، فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ ركب وركبنا، فقال بعض لبعض: فرطنا فِي صَلاتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا تَقُولُونَ؟ إِنْ كَانَ أَمْرُ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ، وَإِنْ كَانَ أَمْرُ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ، قلنا: يا رسول الله فرطنا فِي صَلاتِنَا، قَالَ: لا تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ، إنما التفريط في اليقظة، فإذا كان ذَلِكَ فَصَلُّوهَا مِنَ الْغَدِ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ قَالَ: ظنوا بالقوم، فقلنا: إنك قلت بالأمس: إلا تُدْرِكُوا الْمَاءَ تَعْطَشُوا، فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ، فَقَالَ: أصبح الناس وقد فقدوا نَبِيُّهُمْ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أن رسول الله ﷺ بِالْمَاءِ، وَفِي الْقَوْمِ أبو بكر وعمر، قالا: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ لِيَسْبِقَكُمْ إِلَى الْمَاءِ وَيُخْلِفَكُمْ، وَإِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا قَالَهَا ثَلاثًا.
فَلَمَّا اشْتَدَّتِ الظَّهِيرَةُ رَفَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هلكنا عطشنا أهلكنا العطش، تقطعت الأعناق، قال: لا هلك عليكم، ثم قال: يا أبا قتادة / ائتيني بالميضأة، فأتيته بِهَا، فَقَالَ: حُلَّ لِي غُمَرِي - يَعْنِي قَدَحَهُ - فحللته، فأتيته به، فجعل يصب فيه وَيَسْقِي النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أحسنوا ⦗٤٣٥⦘ الملأ، فَكُلُّكُمْ سَيَصْدُرُ عَنْ رِيٍّ، فَشَرِبَ الْقَوْمُ حَتَّى لم يبق غيري ورسول الله ﷺ، فصب لي فقال: اشرب / يا أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ: اشْرَبْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ، فَشَرِبْتُ ثُمَّ شَرِبَ بَعْدِي، وَبَقِيَ فِي الْمِيضَأَةِ نحو مما كان فيها، وهم يومئذ ثلاثمئة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَسَمِعَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مِنَ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: الْقَوْمُ أَعْلَمُ بِحَدِيثِهِمُ، انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ، فَإِنِّي أَحَدُ السَّبْعَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرِي.
1 / 433