147

قال: فقصده يزيد بن مزيد، وركب الوليد بن طريف مع ركب معه من أصحابه، فقال لهم الوليد: من صدقت نيته، وعزم على أن يموت فليتبعني، ومن ظن أنه لا يصبر فليدعني فأقبل في نفر يسير، فلما بدا له علم يزيد قال:

هذا علم الشيخ، وحمل على خيل يزيد، وهو يقول: [1] [الطويل]

إذا كنت مقتولا فكن أنت قاتلي ... وبعض منايا اليوم أكرم من بعض

وكر عليه بكر بن مزيد، وأسد بن يزيد وعدة من أصحاب يزيد، فضربوه على رأسه فقتلوه، فبعث يزيد برأسه مع شراحيل بن معن بن زائدة إلى هارون الرشيد، فسجد هارون عند ذلك.

قال أحمد بن سيار، وقال مروان بن أبي حفصه: [2] [الطويل]

أتانا شراحيل بن معن برأسه ... وشر رؤوس القوم رأس وليد

فقال يزيد لمروان: لم هجوتني حين زعمت أني قتلت شر الناس؟ كان ينبغي أن تمدحه بالشجاعة، ثم تذكر قتلي إياه.

فلما دخل يزيد بغداد، لم تبق عذراء إلا ما شاء الله، ولا امرأة ولا رجل إلا وقفوا ليزيد ويشرفوا عليه من السطوح، وبلغ عند هارون مبلغا عظيما.

[أخت الوليد بن طريف ترثيه]

لأخت الوليد بن طريف الشاري ترثيه: [3] [الطويل]

بتل نهاكى رسم قبر كأنه ... على جبل فوق الجبال منيف [4]

Bogga 172