Majmuc Fatawa
مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان
Noocyada
Fatwooyin
تفسير سورة النجم
سؤال: ما معنى قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: ١٣-١٨] .
الجواب: ذكر الله ﷾ في سياق الآيات التي يثني فيها على رسوله ﷺ وينفي عنه ما اتهمه به المشركون.
فقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾، معناه: أن محمدًا ﷺ رأى جبريل في صورته الأصلية التي هو عليها مرتين، مرة في الأفق الأعلى تحت السماء الدنيا، والمرة الثانية فوق السماء السابعة ليلة أسري برسول الله ﷺ، ولهذا قال: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾: أي رأى محمد جبريل مرة أخرى نازلًا إليه.
﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾: وهي شجرة عظيمة جدًّا فوق السماء السابعة، سميت: ﴿سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾؛ لأنه ينتهي إليها ما يعرج من الأرض، وينزل إليها ما ينزل من الله من الوحي وغيره، أو لانتهاء علم المخلوقات إليها، أي لكونها فوق السماوات والأرض، فهي المنتهى في علوها، أو لغير ذلك، فرأى محمد ﷺ جبريل في ذلك المكان الذي هو محل الأرواح العلوية الزاكية التي لا يقربها شيطان ولا غيره من الأرواح الخبيثة.
عِنْدَهَا: أي عند تلك الشجرة ﴿جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾، أي الجنة الجامعة لكل نعيم، بحيث كانت محلًا تنتهي إليه الأماني وترغب فيه الإرادات، وتأوي إليه الرغبات، وهذا دليل على أن الجنة في أعلى الأماكن وفوق السماء السابعة.
1 / 175