164

Majmuc Fatawa

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Daabacaha

دار الوطن

Lambarka Daabacaadda

الأخيرة

Sanadka Daabacaadda

١٤١٣ هـ

Goobta Daabacaadda

دار الثريا

Noocyada

Fatwooyin
تفتقر إلى المشي ليتحقق أنه أتى الله تعالى مشيا.
وبعد هذا يتبين أن ما قلته في التفسير منضبط غير مشكل، وأنه أبعد عن أن يلزمنا الخصوم من أهل التأويل بموافقتهم أو مداهنتهم فيما أولوه من صفات الله ﷿ حيث أبقي الحديث على حقيقته اللائقة بالله تعالى، من غير تكييف ولا تمثيل.
وإن الإنسان ليجد في نفسه الخوف من أن يلقى الله ﷿، وهو يقول: "إن الله تعالى لا يأتي هرولة" بعد أن أثبت الله ذلك لنفسه، وسبحان من قال عن نفسه: ﴿وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ .
ولقد تأملت هذه المسألة، وكلما هممت أن أقول بما ذهب إليه بعض الناس في هذا الحديث، وجدتني خائفا أن أقول في كلام الله ﷿ ما لا أعلم، وأن بقائي على ما يدل عليه ظاهر الحديث مع تنزيه الله ﷿ عما لا يليق به من مماثلة الخلق، ومع الكف عن تكييف صفاته أسلم في عقيدتي، وأبعد لي عن التكلف ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وإني لأشكر فضيلتكم على ما أتحفتموني به من كلام شيخ الإسلام في نقضه كلام الرازي، فنعم التحفة، ونعم من أتحف بها أصلا ونقلا.
ولا يخفى على فضيلتكم ما لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - من التحقيق في المنقول والمعقول مما جعل كلامه - رحمه الله تعالى - له الأثر في النفوس والقبول تغمده الله برحمته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.
لكن لا يخفى على فضيلتكم أن جل كلامه الذي نقلتم إنما هو في

1 / 188