علينا حكمتها، وإذا كان كذلك فإنا نقول: إن التماسنا للحكمة في بعض الأشياء المخلوقة أو المشروعة، إن من الله علينا بالوصول إليها فذاك زيادة فضل وخير وعلم، وإن لم نصل إليها فإن ذلك لا ينقصنا شيئا.
ثم نعود إلى جواب السؤال وهو ما الحكمة في أن الله ﷿ وكل بنا كراما كاتبين يعلمون ما نفعل؟
فالحكمة من ذلك بيان أن الله ﷾ نظم الأشياء وقدرها، وأحكمها إحكاما متقنا، حتى إنه ﷾ جعل على أفعال بني آدم وأقوالهم كراما كاتبين موكلين بهم يكتبون ما يفعلون، مع أنه ﷾ عالم بما يفعلون قبل أن يفعلوه، ولكن كل هذا من أجل بيان كمال عناية الله ﷿ بالإنسان، وكمال حفظه ﵎ وأن هذا الكون منظم أحسن نظام ومحكم أحسن إحكام. والله عليم حكيم.
(٩٠) وسئل: أيهما أولى: التعبير بالتمثيل أم التعبير بالتشبيه؟
فأجاب قائلا: التعبير بالتمثيل خير من التعبير بالتشبيه لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن نفي التمثيل هو الذي ورد في القرآن الكريم، ولم يرد في القرآن نفي التشبيه، واللفظ الذي هو التعبير القرآني خير من اللفظ الذي هو التعبير الإنساني قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ .
الوجه الثاني: أن التشبيه لا يصح نفيه على الإطلاق لأنه ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك اتفقا فيه وإن اختلفا في الحقيقة، فلله وجود