Majmuuc Fataawa
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
Noocyada
صورة ثعبان عظيم جميع حبالهم وعصيهم، وعرف السحرة أن هذا شيء من عند الله، لا طاقة لمخلوق به، فآمنوا برب موسى وهارون وخروا لله سجدا، كما قال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون} (1) {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون} (2) {فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين} (3) {وألقي السحرة ساجدين} (4) {قالوا آمنا برب العالمين} (5) {رب موسى وهارون} (6) وقد ثبت بالنقل المعصوم والمشاهد المعلوم، ما هو من جنس قصة عصا موسى أو أعجب منها، فأما النقل المعصوم فهو ما ذكره الله سبحانه في قصة آدم والجان، وأن الله عز وجل خلق آدم من الطين، من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، ثم نفخ في آدم من روحه، والطين جماد كالعصا، ولما نفخ الله فيه الروح صار إنسانا عاقلا، سميعا بصيرا، وهكذا النار جماد محرق، وقد خلق الله منها الجان، وجعله حيا سميعا بصيرا، فالذي قدر على ذلك هو الذي جعل في عصا موسى الحياة، حتى صارت بذلك حية تسعى، ولقفت ما ألقاه السحرة من العصي والحبال، وربك على كل شيء قدير، أما الشاهد المعلوم فجميع بني آدم كلهم مخلوقون من ماء مهين، كما قال الله عز وجل في سورة السجدة {ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم} (7) {الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين} (8) {ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين} (9) وهذا الماء هو النطفة المكنونة من ماء الرجل وماء المرأة، ثم تكون بعد ذلك علقة، ثم مضغة وهي في أطوارها الثلاثة جماد، ثم ينفخ الله فيها الروح فتكون بعد ذلك خلقا آخر حيا ذا سمع وبصر وعقل، كما قال الله سبحانه: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} (10) {ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} (11) {ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} (12) ففي خلق آدم وذريته آيات بينات على قدرة
Bogga 108