111

Majmuuc Fataawa

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

Noocyada

Fatwooyin

وقال عز وجل: {إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا} (1) {وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما} (2) {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما} (3)

وبما ذكرنا من هذه الآيات يتضح معنى قوله سبحانه: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} (4) وقوله عز وجل: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (5)

فالآية الأولى دلت على أن جميع ما يصيب العباد، مما يحبون ويكرهون، كله مكتوب عليهم، ودلت الثانية على أن الله سبحانه قد رتب على أعمال العباد وما يقع منهم من الأسباب، مسبباتها وموجباتها، فالمؤمن عند المصيبة، يفزع إلى القدر فيطمئن قلبه، وترتاح نفسه به، لإيمانه بأن الله سبحانه قد قدر كل شيء، وأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، ويحارب الهموم والغموم والأوهام، ويصبر ويحتسب رجاء ما وعد الله به الصابرين بقوله سبحانه: {وبشر الصابرين} (6) {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} (7) {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} (8) ولا يمنعه ذلك من الأخذ بالأسباب والقيام بما أوجب الله عليه، وتركه ما حرم الله عليه عملا بقول الله عز وجل: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} (9) الآية، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء الله فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان (10) » خرجه مسلم في صحيحه.

Bogga 100