146

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

[فائدة الاستدلال بإجماع المعتزلة مع العترة على القول بإمامة

علي (ع) والمشهور من مذهبه (ع)]

وإما إجماع المعتزلة مع العترة على القول بإمامة علي - عليه السلام -؛ ففائدة الإستدلال به التنبيه على أنه يلزمهم تصديقه - عليه السلام - والسلوك لمذهبه، والاقتفاء لآثاره في الدين قولا وعملا واعتقادا؛ إذ لا يجوز لمن يعتقد صحة إمامته ترك الائتمام به إلا على وجه الرفض والمعصية، ولا يصح الجمع بين الإقرار بصحة إمامته ومخالفته إلا على وجه التدليس والنفاق.

ومن مشهور مذهبه الذي لا يمكنهم كتمه ولا جحده إلا على وجه المكابرة توبيخه - عليه السلام - للمشائخ وأتباعهم على ما أقدموا عليه من ظلمه، وعلى مخالفتهم لما أوجب الله له عليهم من المودة والطاعة، وعلى نكثهم للعهد، ورجوعهم على الأعقاب، ولذلك هجرهم وامتنع من نصرتهم، ومعاونتهم، ومن البيعة لهم إلا ما ذكر من إكراههم له على البيعة لأبي بكر بعد جمعهم لحزم الحطب على داره ليحرقوها بمن فيها إن لم يخرج، وعزمهم بعد خروجه على قتله إن لم يبايع؛ فذلك لم يفرق بينهم وبين معاوية في الحسد له والبغي عليه بل جعلهم له أولا، وجعله لهم آخرا، وذلك ظاهر في قوله - عليه السلام - المحكي عنه في كتاب نهج البلاغة:

(أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم، ولا على سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها).

Bogga 161