Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Noocyada
وفيه مثله، بإسناده رفعه إلى جابر بن عبد الله، بزيادة في أوله: إن الناس لما نزلوا بغدير خم تنحوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر عليا فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد يد علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أيها الناس، إني قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه فرضي الله عنه كما أنا عنه راض، وإنه لا يختار على فرقي ومحبتي شيئا))، ثم رفع يده وذكر الخبر، قال: فابتدر الناس إلى رسول الله يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول الله، ما جنبنا عنك إلا كراهة أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط رسول الله، فرضي رسول الله عنهم.
ومثله إلى اثني عشر رجلا من أصحاب النبي ثم سرد الخبر، ورفع الحديث بإسناده مفرعا إلى مائة من أصحاب رسول الله منهم العشرة، ومتن الحديث فيها ومعناه واحد، وفيها زيادات نافعة في أول الحديث وآخره، وسلك فيه اثنتي عشرة طريقا بعضها يؤدي إلى غير ما أدى إليه صاحبه من أسماء الرجال المتصلين بالنبي .
وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التأريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه (كتاب الولاية).
وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير، وأفرد له كتابا، وطرقه من مائة وخمس طرق، ولا شك في بلوغه حد التواتر وحصول العلم به ولم نعلم خلافا لمن يعتد به من الأمة، وهم فيه بين محتج به ومتأول له إلا من يرتكب طريقة البهت ومكابرة العيان، ولم نذكر مما يتعلق برواية السبعة في هذا الحديث كلمة واحدة؛ لأنا أردنا إلزام الحجة وكشف الحال، وإلا فروايتهم فوق ما رويناه عن غيرهم؛ لأنهم أهل هذا الشأن وهم أهل الجري في هذا الميدان، فإذا فرغنا من الكلام في متن الخبر، فلنتكلم في بيان معنى لفظة مولى في اللغة العربية.
Bogga 394