Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Noocyada
والنبوة هي الرسالة بحيث لا فرق بينهما كالجلوس والقعود، لا نقول: هو نبي وليس برسول، ولا رسول فليس بنبي، وهي فعل المرسل لا إشكال في ذلك، وكذلك الإمامة فعل الأمر بها لشخص من الأشخاص كما في علي عليه السلام وولديه، أو لمن وجدت فيه صفته كما في سائر الأئمة من أولادهما، فتلك إمامة بالنص وهذه بالصفة كما يقول: من كانت صفته كذا وكذا فقد أمرهم بكذا وكذا؛ لأن الله تعالى أمر بالجهاد، وإقامة الحدود، وإنفاذ الأحكام، وتجييش الجيوش، وذلك لا يكون إلا برئيس، فأعلم الله تعالى به مجملا، فقال تعالى: ?يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان?[الرحمن:33]، فهذا مجمل احتجنا فيه إلى البيان، فقال تعالى: ?أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون?[يونس:35]، فوقع بعض بيان فأتى قوله تعالى: ?وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض?[النور:55]، فجمع قوله تعالى: ?آمنوا? جميع الاعتقادات، وقوله: ?وعملوا الصالحات? جميع الأعمال في الطاعات، والله لا يخلف الميعاد، فالخلافة لمن هذه حاله، فإذا اجتمع العلم والسخاء والشجاعة والورع والزهد والقوة على تدبير الأمر وعند ذلك يحصل الفضل لا محالة تجب كلمتين من الآية.
قلنا: لأن الله تعالى أمر بمودتهم خصوصا وبمودة المؤمنين عموما، وحض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالآيات المعلومة على اتباعه حضا شديدا، فأفاد ذلك ثبوت الإمامة لهم دون غيرهم؛ لأنه قد حصل فيهم [ما]لم يحصل في غيرهم، فلو كان اتباعهم بالظن إلا أنه الأقوى لقوة إمارته لما جاز العدول إلى غيرهم فكيف وهو ثابت بالعلم.
Bogga 311