Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Noocyada
باب الرد على أصحاب الكمون
فإن قال: وما أنكرتم من أن تكون هذه الأشياء لم تزل موجودة بجميع صفاتها، وهي كوامن في أعيانها؟!
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لاستحالته وبطلانه، وهذا القول مكابرة العيان، لأنا وجدنا النطفة والعلقة معدومة ثم كانت علقة، والمضغة معدومة (1) في حال كونها علقة ثم مضغة، والعظام معدومة ثم كانت عظاما مؤلفة، لا بد لها من مؤلف، وكسوة اللحم عدم ثم صورة بعد عدم التصوير، والمحدث مالم يكن ثم كان، وقد وجدنا هذه الأحوال بعد العدم، والصورة غير موجودة في حال كونها نطفة، والحركة معدومة في كل (2) موات من الإنس وغيرهم من الجمادات، والحياة معدومة في حال الموت، والصورة لا بد لها من مصور، وفيها إبانة صنع صانع حكيم.
فإن قال: وما إبانة الصنع في الصورة؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: تأليف الأجزاء وإحكامها وتقديرها وإتقانها تدل على صنعها، إذ لم يكن شيء من ذلك، فقضينا على أن لكل مؤلف كان معدوم التأليف مؤلفا، ونظرنا الحياة بعد الموت فعلمنا بيقين أن له محييا، إذ لم نجد صنعا إلا وصانعه موجود وإن لم نره، كالبناء لا بد له من بان وإن لم نر من بناه، والكتاب لا بد له من كاتب وإن لم نر كاتبه، والأثر وإن لم نر (3) مؤثره، والصوت إذا سمعناه علمنا أن له مصوتا وإن لم نره.
Bogga 166