Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Noocyada
فنعوذ بالله من قبول خواطر القلوب، والشك في دين علام الغيوب، ونسأله النجاة من موالاة الشيطان، والحيرة والمرية والجحدان، فكم من هالك أردى نفسه بالوهم؟! وتقحم في لجج الظلم؟! قد فارق الحق والهدى، واتبع الغي والردى، وتردد في الدين ترددا، وتشعبت به أوهامه، فهو في بلية من نفسه، مما تدعوه إليه من تماديه في غيه، وصده عن رشده، قد ملكته فأهلكته بأهوائها، وتفرقت به السبيل بإغوائها، وزخرفت له ما أمرته به (1) من الأسواء، ورددته فيما زينت له من الأهواء، ورغبته فيما دعته إليه من الإغواء، فهو غير مخالف لها فيما تدعوه إليه، ولا منكر عليها فيما تحضه عليه، من ترهات المنى، وما ترغبه فيه من الركون إلى الدنيا، قد نسي الموت وما بعده من الحساب، مما دخل نفسه من الشك والارتياب، فنعوذ بالله مما أردى الكافرين!! وأبعدهم وأقصاهم عن رب العالمين.
- - -
باب الرد على الدهرية
قال المهدي لدين الله الحسين بن الإمام القاسم بن علي صلوات الله عليه: إن سأل سائل فقال: ما الدليل على صنعة الله في الإنسان (2)؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على ذلك قول الله سبحانه:{ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين{12} ثم جعلناه نطفة في قرار مكين{13} ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين{14} [المؤمنون:12- 14]. فأخبرنا سبحانه عما لا ننكره لما شاهدنا من ذلك بأبين البيان وأيقن اليقين محدثا لا يخفى، بينا نوره لا يطفأ.
Bogga 164