Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Noocyada
وكذلك ينفى عن الله سبحانه، وعز عن كل شأن شأنه، درك الحواس والنفوس والأوهام، إذ لا يقع شيء منها إلا على جسم من الأجسام، في جهة من الجهات، أو على صفة من الصفات، فتبارك الله وتعالى عن الحس والتوجس، أو خاطر نفس من الأنفس، أو مشاكله شيء من أوصاف الموصوفين، أو محادة جنس من أجناس المصنوعين، إذا لدخل عليه ما يدخل على شكله، ولجاز عليه ما يجوز على مثله، من الصفات اللازمة للأجسام (1)، المنفية عن ذي الجلال والإكرام، وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وآله وسلم.
- - -
باب الدلالة على معرفة الله سبحانه
والرد على الملحدين الكفرة الجاحدين
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما السلام: إن سأل بعض الملحدين، أو الشاكين في جلال رب العالمين، أو قال بعض المتعنتين: فكيف تعبد ما (2) لا ترى، ولا يدرك بحاسة من الحواس؟ وما الدليل الذي دلك عليه؟ وما الدواعي التي دعتك إليه؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن الدليل الذي دلنا على الله سيدنا ومولانا، والدواعي التي دعتنا إليه تبارك وتعالى، أنا وجدنا في الصنع آثار حكمة الصانع المتقن الحي العالم، وهو الله رب العالمين.
فإن قال: وما دلكم على بيان علم الصانع وحكمته؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: دلنا على بيان علم الصانع وحكمته، ما شاهدنا من جليل صنعه وفطرته، مما لو رمنا تعديده لما أحصيناه عددا، ولا أدركنا له أمدا، لعجزنا عن إحصاء آياته، والانحصار (3) عن تصنيف دلالالته (4).
Bogga 201