Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah
مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية
Daabacaha
دار إحياء التراث العربي
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
بتقدير أن تعليق العزم ابتداء أو دواما في مثل ذلك، ولهذا لم يحنث المطلق المعلق وحرف أن لا يكون لا يبقى العزم، فلابد إذا دخل على الماضي صار مستقبلا تقول إن جاء زيد كان كذلك (فآمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ) وإذا أريد الماضي دخل حرف كان كقوله: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) فيفرق بين قوله: أنا مؤمن إن شاء الله وبين قوله: إن كان الله شاء إيماني. وكذلك إذا كان مقصوده أني لا أعلم بماذا يختم لي كما قيل لأبي مسعود: إن فلانا يشهد أنه مؤمن قال: فليشهد أنه من أهل الجنة، فهذا مراده إذا شهد أنه مؤمن عند الله يموت على الإيمان وكذلك إن كان مقصوده إن إيماني حاصل بمشيئة الله. ومن لم يستثن قال: أنا لا أشك في إيمان قلبي فلا جناح عليه إذا لم يزك نفسه ويقطع بأنه عامل كما أمر وقد تقبل الله عمله، وإن لم يقل إن إيمانه كإيمان جبريل وأبي بكر وعمر ونحو ذلك من أقوال المرجئة كما كان مسعر بن كدام يقول: أنا لا أشك في إيماني. قال أحمد ولم يكن من المرجئة، فإن المرجئة الذين يقولون الأعمال ليست من الإيمان وهو كان يقول: هي من الإيمان لكن أنا لا أشك في إيماني.
وكان الثوري يقول لسفيان بن عيينة: ألا تنهاه عن هذا فأنهما من قبيلة واحدة، وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا أن النزاع في هذا كان بين أهل العلم والدين من جنس المنازعة في كثير من الأحكام، وكلهم من أهل الإيمان والقرآن.
﴿وأماجهم﴾ فكان يقول: إن الإيمان مجرد تصديق القلب وإن لم يتكلم
35