27

Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah

مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية

Daabacaha

دار إحياء التراث العربي

Goobta Daabacaadda

بيروت

واتبعه الشيعة، فسئل عن أبي بكر وعمر فتولاهما وترحم عليهما فرفضه قوم، فقال: رفضتموني رفضتموني. فسموا الرافضة، فالرافضة تتولى أخاه أبا جعفر محمد بن علي زيديه، والزيدية يتولونه وينسبون إليه، ومن حينئذ انتمت الشيعة إلى زيدية، والرافضة إمامية.

ثم في آخر عصر الصحابة حدثت القدرية، وأصل بدعتهم كانت من حجز عقولهم عن الإيمان بقدر الله، والإيمان بأمره ونهيه ووعده ووعيده، وظنوا أن ذلك ممتنع، وكانوا قد آمنوا بدين الله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وظنوا أنه إذا كان كذلك لم يكن قد علم قبل الأمر من يطيع ومن يعصي لأنهم ظنوا أن من علم ما سيكون لم يحسن منه أن يأمر وهو يعلم أن المأمور يعصيه ولا يطيعه، وظنوا أيضاً أنه إذا علم أنهم يعصون لم يحسن أن يخلق من يعلم أنه يفسد فلما بلغ قولهم بإنكار القدر السابق للصحابة، أنكروا إنكاراً عظيماً وتبرءوا منهم حتى قال عبد الله بن عمر: أخبر أولئك أني بريء منهم وأنهم برآء، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، وذكر عن أبيه حديث جبريل وهذا أول حديث في صحيح مسلم، وقد أخرجه البخاري ومسلم من طريق أبي هريرة أيضاً مختصراً.

ثم كثر الخوض في القدر، وكان أكثر الخوض فيه بالبصرة والشام وبعضه في المدينة، فصار مقتصدوهم وجمهورهم يقرون بالقدر السابق وبالكتاب المتقدم، وصار نزاع الناس في الإرادة وخلق أفعال العباد، فصاروا في ذلك حزبين. النفاة يقولون: لا إرادة إلا بمعنى المشيئة وهو لم يرد إلا ما أمر به ولم

27