Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah
مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية
Daabacaha
دار إحياء التراث العربي
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
عدم التماثل كما هو اصطلاح كثير من النظار ومنه قوله: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) وقوله: (إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك). وقوله: (ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر).
وقد بين سبحانه وتعالى أن السنة لا تتبدل ولا تتحول في غير موضع. والسنة هي العادة التي تتضمن أن يفعل في الثاني مثل ما فعل بنظيره الأول ولهذا أمر سبحانه وتعالى بالاعتبار، وقال: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب).
والاعتبار أن يقرن الشيء بمثله، فيعلم أن حكمه مثل حكمه كما قال ابن عباس: هلا اعتبرتم الأصابع بالأسنان فإذا قال فاعتبروا يا أولي الأبصار وقال: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) أفاد أن من عمل مثل أعمالهم جوزي مثل جزائهم ليحذر أن يعمل مثل أعمال الكفار، وليرغب في أن يعمل مثل أعمال المؤمنين اتباع الأنبياء قال تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) وقال تعالى: (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذاً لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا) وقال تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) وهذه الآية أنزلها الله قبل الأحزاب وظهور الإسلام وذل المنافقين، فلم يستطيعوا أن يظهروا بعد هذا ما كانوا يظهرونه قبل ذلك قبل بدر وبعدها، وقبل أحد وبعدها فاخفوا النفاق وكتموه فلهذا لم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم.
15