Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Noocyada
وأما الشرع: فقوله جل شأنه: ((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)) [النعام :103] فقد جعل الله تعالى من الممادح الإلهية عدم إدراكه المبصرون بالأبصار، فلو كان يدركه أي بصر في حال دون حال أو يدركه أي مبصر لما صح، إذ غيره جل وعلا كذلك فلاخصوصية، فهو من عموم السلب لاسلب العموم كما هو معلوم، وقوله عز وجل لموسى عليه السلام _لما سأل لقومه لا له، فهو أعرف بالله تعالى، وكان ذلك قبل الإذن فلهذا شاركهم في العقوبة_: ((لن تراني)) وعلقه على المحال وهو استقرار الجبل حال دكه، والدليل على أن السؤال كان لقومه قوله تعالى: ((وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)) [البقرة:55] وقوله تعالى: ((فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء)) [الأعراف:155] الآية، وقوله تعالى: ((فقد سألواموسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله)) [النساء:135] الآية، ففي كل هذا ينسب الله السؤال لقومه فقد ندد الله سبحانه بهم وكرر توبيخهم على ذلك السؤال، فليس إلا لأنهم سألوا مالايجوز على الله سبحانه وتعالى وماهو مناف للإلهية، فلو كان جائزا أن يدركه مدرك أو يبصره مبصر في أي حال مانزل بهم مانزل، وهذا معلوم لمن عقل، وقد رووا في ذلك روايات فما لم يصح منها فهو مردود وماصح فهو متأول بإطلاق الرؤية على العلم للأدلة العقلية والنقلية والمسألة مبسوطة في محلها، والله تعالى الموفق.
Bogga 268