196

أولا: أن أدلة القصر في البطنين كثيرة العدد واسعة المدد نيرة البرهان راسخة البنيان من ذلكم قوله عز وجل: ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) [النساء:59] مع إجماعهم على كونهم المرادين وإجماعهم حجة كما قضت به الدلائل النيرة، وقوله تعالى: ((والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم)) [الطور:21] الآية، وقوله تعالى: ((وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض)) [الأنفال:75]. وأخبار الثقلين والتمسك، والسفينة، فإنها قضت بالاستخلاف فيكونون قائمين مقام من استخلفهم في كل ماله إلا ماخصه الدليل ، وبوجوب التمسك بهم في كل شيء ومن جملته الإمامة وكون الراكب لغير سفينتهم هالكا في كل شيء، وهي تفيد الاقتداء والإمامة قطعا، بل هي معظم ذلك وعليها أساس أركان الدين وبها تتم مصالح الإسلام والمسلمين، والنصوص كثيرة تبلغ حد التواتر معنى نحو: ((قدموهم ولاتقدموا عليهم ))، ((وإن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام وليا من أهل بيتي يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله))، ((وأهل بيتي أمان لأهل الأرض..))، ((ومن سمع واعيتنا أهل البيت)) ((ومن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله وخليفة رسوله وخليفة كتابه )) الخبر الذي احتج به إمام الأئمة وهادي الأمة يحيى بن الحسين عليهما السلام. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وذريته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجا من بعدي فإنهم لم يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة)) هذا من رواية آل محمد صلوات الله عليهم، ومن رواية العامة ما أخرجه الأسيوطي في الجامع الكبير، وروى أبو نعيم في الحلية، والرافعي عن ابن عباس: ((من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليتول عليا وليتول وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي))، ونحو: خبر التجديد والضارب بسيفه أمام ذريتي وغير ذلك جم غفير وجمع كثير، والوامض اليسير يدل على النو المطير، وقد خرجنا هذه الأخبار في لوامع الأنوار.

Bogga 179