Majmac Amthal
مجمع الأمثال
Baare
محمد محيى الدين عبد الحميد
Daabacaha
دار المعرفة - بيروت
Goobta Daabacaadda
لبنان
١١٨٨- أَحْكَمُ مِنْ هَرِمِ بْنِ قُطْبَة
هذا من الْحُكْم لا من الحِكْمَة، وهو الفَزَاري الذي تنافر إليه عامرُ بن الطُّفَيْل وعَلْقَمَةُ بن عُلاَثة الْجَعْفَرِيان، فقال لهما: أنتما يا ابْنَيْ جعفر كرُكْبَنَىِ البعير تَقَعَانِ معا، ولم يُنَفِّرْ واحدًا منهما على صاحبه.
١١٨٩- أَحْمَقُ مِنْ شَرَنْبَثٍ
ويقال جَرَنْبَذ، وهو رجل من بني سَدُوس، جمع عبيدُ الله بن زياد بينه وبين هَبَنَّقَةَ وقال: تَرَامَيَا، فملأ شَرَنْبَث خريطةً من حجارة وبدأ فرماه وهو يقول: دِرِّي عقاب، بلبن وأشخاب، طِيرِي عُقَاب، وأصِيبي الجِرابَ، حتى يسيل اللُّعاب، فأصاب بطن هَبَنَّقة فانهزم، فقيل له: أتنهزم من حجر واحد؟ فقال: لو أنه قال: طِيرِي عُقَاب وأصِيبي الذُّباب - يعني ذباب العين - فذهبت عيني ما كنتم تُغْنُون عني؟
فذهبت كلمة شرنبث مثلا في تهييج الرمي والاستحثاث به.
١١٩٠- أحْمَقُ من بَيْهَسٍ
هو المُلَقَّبُ بنَعَامة، وله قصة قد ذكرتُها في باب الثاء، وكان مع حُمْقه أحْضَرَ الناس جَوَابا، قال حمزة: فمما تكلَّم به من الأمثال التي يَعْجِز عنها البلغاء "لو نكلت على الأولى لما عُدْت إلى الثانية".
١١٩١- أَحْمَقُ مِنْ حُجَا
هو رجل من فَزَارة، وكان يكنى أبا الغُصْن.
فمن حُمْقه أن عيسى بن موسى الهاشمي مَرَّ به وهو يَحْفر بظهر الكوفة مَوْضِعًا، فقال له: مالَكَ يا أبا الغُصْن؟ قال: إني قد دَفَنْتُ في هذه الصحراء دراهمَ ولستُ أهتدي إلى مكانها، فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها عَلاَمة، قال: قد فعلتُ، قال: ماذا؟ قال: سَحَابة في السماء كانت تُظِلها، ولستُ أرى العلامة.
ومن حمقه أيضًا أنه خرج من منزله يوما بغَلَس فعَثَر في دِهْليز منزِلِه بقتيل، فضَجِرَ به وجَرَّه إلى بئر منزله فألقاه فيها، فنُذِرَ به أبوه فأخرجه وغَيَّبه وخَنَق كبشًا حتى قَتَلَه وألقاه في البئر، ثم إن أهل القتيل طافُوا في سِكَك الكوفة يبحثون عنه، فتلقَّاهم جُحَا فقال: في دارنا رجلٌ مقتول فانظروا أهو ⦗٢٢٤⦘ صاحبكم، فعَدَلُوا إلى منزله وأنزلوه في البئر، فلما رأى الكبش ناداهم وقال: يا هؤلاء، هل كان لصاحبكم قَرْن؟ فضحكوا ومروا.
ومن حمقه أن أبا مُسْلم صاحبَ الدولة لما ورَد الكوفة قال لمن حوله: أيكم يعرف جُحَا فيدعوَهُ إلي؟ فقال يقطين: أنا، ودعاهُ، فلما دخل لم يكن في المجلس غير أبي مسلم ويقطين، فقال: يا يقطين أيكما أبو مسلم؟
قلت: وجُحَا اسمٌ لا ينصرف، لأنه معدول من جَاحٍ مثل عُمَرَ من عامر، يقال: جَحَا يَجْحُو جَحْوًا إذا رمى، ويقال: حَيَّا الله جَحْوَتك، أي وجهك.
1 / 223