Majmac Amthal
مجمع الأمثال
Baare
محمد محيى الدين عبد الحميد
Daabacaha
دار المعرفة - بيروت
Goobta Daabacaadda
لبنان
١٠٢٧- حِفْظًا مِنْ كَالِئِكَ
أي احفظ نفسك ممن يحفظك، كما قيل: محترسٌ من مثلِهِ وَهُوَ حارسُ.
١٠٢٨- حَدِيثُ خُرَافَةَ
هو رجل من عُذْرة استهوته الجن كما توعم العرب مدةً. ثم لما رجع أخبر بما رأى منهم، فكذبوه حتى قالوا لما لا يمكن: حديث خرافة، وعن النبي ﵊، أنه قال: خرافة حق، يعني ما تحدَّث به عن الجِنِّ حَقّ.
١٠٢٩- احْلُبْ حَلَبًا لَكَ شَطْرُهُ
يضرب في الحثِّ على الطَّلَب والمساواة في المطلوب.
١٠٣٠- حَذْوَ القُذَّةِ بِالْقُذَّةِ
أي مِثْلًا بمثل.
يضرب في التسوية بين الشيئين.
ومثله "حَذْوَ النَّعْلِ بالنعل" والقُذَّة: لعلها من القَذِّ وهو القطع، يعني به قَطْعَ الريشة المقذوذة على قدر صاحبتها في التسوية وهي فُعْلَة بمعنى مفعولة كاللُّقْمَة والغُرْفة، والتقدير حذيًا حَذْوَ، ومن رفع أراد: هُمَا حَذْوُ القذة.
١٠٣١- حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ
أي أُعْرِضُ عن الخَنَا بحلمي، وإن سمعته بأذني.
١٠٣٢- حُورٌ فِي مَحَارَةٍ
أي نقصان من "حَارَ يَحُور حُؤُرًا" إذا رجع، ثم يخفف فيقال: حُور، ومنه:
في بئر لا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ ... وروى شمر عن ابن الأعرابي: حَوْرٌ في مَحَارة، بفتح الحاء، ولعله ذهب إلى الحديث "نعوذ بالله من الْحَوْر بعد الكور".
١٠٣٣- حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ
هذا مستعار من حَلَبَ أَشْطرُ الناقة، وذلك إذا حلب خِلْفَين من أخلافها، ثم يحلبها الثانية خِلْفَيْن أيضا، ونصب "أَشْطُرَه" على البدل، فكأنه قال: حلَبَ أَشْطُرَ الدهر، والمعنى أنه اخْتَبَر الدهْرَ شطرى خيره وشره، فعرف ما فيه. يضرب فيمن جَرَّبَ الدهر.
١٠٣٤- حَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ وَرِيٌّ
أي اقْنَعْ من الغنى بما يُشْبِعك ويُرْوِيك وجُدْ بما فَضَلَ، وهذا المثل لامرئ القيس يذكر مِعْزىً كانت له فيقول: ⦗١٩٦⦘
إذا ما لم تكُنْ إبِلٌ فمِعْزىً ... كأنَّ قُرُونَ جِلَّتِهَا الْعِصِيُّ
فَتَمْلأُ بيتَنَا أَقِطًا وسَمْنًا ... وحَسْبُك مِنْ غِنىً شِبَعٌ وَرِيُّ
قال أبو عبيد: وهذا يحتمل معنيين أحدهما يقول: أعْطِ كلَّ ما كان لك وراء الشبع والري، والآخر: القَنَاعة باليسير، يقول: اكْتَفِ به ولا تطلب ما سوى ذلك، والأول الوَجْهُ لقوله في شعر له آخر، وهو:
وَلَوْ أنما أَسْعَى لأدْنى معيشةٍ ... كفاني، ولم أطلب، قليلً من المال
ولكنَّمَا أَسْعَى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ ... وقد يُدْرِكُ المجدَ المؤثَّلَ أَمْثَالِي
وَمَا المرءُ ما دامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسِه ... بمُدْرِكِ أَطْرَاف الخُطُوبِ وَلاَآلِ
فقد أخبر ببُعْد همته وقدره في نفسه.
1 / 195