============================================================
-لعل هلذا الكتاب أوسع كتاب في ذكر أسماء النساك والعباد، وقد ذكر المؤلف اكبر عدد منهم من عصر الصحابة حتى عصر تأليفه وأيضا هو من أغنى الكتب المليئة بالحكم المختارة النافعة، والكلمات المؤثرة الرائعة، وأقوال العلماء والوعاظ، وأرباب القلوب.
وفيه أيضا مجموعة قيمة من الأدعية الجميلة، والمناجاة الإللهية التي صيغت بلغة راقية، وأسلوب محكم، وكذلك فيه مجموعة كبيرة من المقطعات من الشعر الإلكهي: وفيه حكايات مشوقة تأخذ بالألباب، وقد تكون هذذه الخصيصة من أهم العوامل التي اكسبت الكتاب شهرة فائقة، وجعلت الناس يتعلقون به وفي هذا الكتاب أحاديث كثيرة، تفرد بها المؤلف، وربما لا يجدها الباحث في غيره، وكذلك في الكتاب تحقيقات حديثية جيدة تتصل بعلل الحديث.
بهذه الخصائص وغيرها كان الكتاب ذا أهمية، وقد تبوا مكانة كبيرة في حياة مؤلفه ، وعبر العصور التي تلت ، حتى قال ابن ناصر الدين : (ولما صيف كتاب " الحلية ".
حملوه إلى نيسابور، فبيع بأربع مئة دينار) وحتل قال الحافظ السلفي فيه : (لم يصنف مثل كتابه " حلية الأولياء") ويا لها من شهادة من الحافظ السلفي رحم الله الجميع!
الكتب المؤلفة حوله : الفت كتب عدة حول هذا الكتاب، لأهميته وشهرته، وحيوية موضوعه، وثناء الناس عليه واشتغالهم به، وسنذكر في هذا ما تسمح به الفرصة : "صفة الصفوة" لابن الجوزي : بدأ فيه بذكر فضل الأولياء والصالحين ، ثم أردفه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وشرح أحواله وآدابه وما يتعلق به، ثم بذكر المشهورين من الصحابة، ثم المصطفيات من الصحابيات، ثم التابعين ومن بعدهم على طبقاتهم في بلدانهم، وقد طبع هذذا الكتاب طعات تعددة -"مختصر صفة الصفوة" تأليف الإمام الشعراني ، المتوفين سنة (973ه)، وقد طبع في مصر في مطابع المتار، بعناية السيد رشيد رضا.
Bogga 36