============================================================
عصر المؤلف الحالة السياسية والاجتماعية في القرن الثامن الهجري : جاء هذذا القرن ودولة المماليك البحرية(1) تتولى شؤون الديار المصرية والشامية، ثم زالت هذذه الدولة سنة (784ه)، وقامت على أنقاضها دولة المماليك الثانية التي تسمى : (البرجية) أو (الشراكسة)(2)، وقد فوجئت مصر والشام في أثناء ذلك القرن باضطرابات و روب ذهب ضحيتها دماء غزيرة ولم تكن الحالة في الشرق وبلاد المغرب والأندلس بأحسن منها في مصر؛ فقد كان السار يطمعون في امتلاك مصر والشرق ويتطلعون إلى ذلك، ويبذلون كل ما في وسعهم من جهد لتحقيق آمالهم، وكانت الحرب سجالا بينهم وبين المسلمين كما أن المسلمين فقدوا الفردوس الإسلامي وهو الأندلس، وكان ملوكها يستغيثون بملوك المغرب فكانوا يغيثونهم من حين لاخر، وكان آخر هذذه الإضاثات سنة (740ه)، فتجمعت عليه جيوش قشتالة البرية وملك البرتغال البحرية وحاصروا جيوش المسلمين، وكانت وقعة هزم فيها المسلمون، وتلا ذلك شقاق بين ملوك المغرب الأقصين، وثورات داخلية وأبسط دليل على تلك الثورات والنزاعات الداخلية . أنك ترى في مدة تملك المماليك البحرية والتي كانت بين سنة (648ه) و(792ه) : استلام اكثر من ثلاثين أميرا، قتل منهم عشرة أمراء، وخلع منهم اثنا عشر أميرا، وحصلت فتن بينهم وبين بني حفص ملوك تونس، وأصيب كثير من العلماء الأحرار الذين لا يصانعون ولا يدارون ولا شك أن للاضطراب السياسي آثارا سلبية على الوضع الاجتماعي ؛ إذ العلاقة وطيدة (1) البحرية : جماعة من المماليك، كانوا ييتون بهدف الحراسة، أول من رتبهم وستاهم : نجم الدين أيوب (2) البرجية أو الشراكة : وهي التي حكمت مصر وامتد نفوذها فيما بعد إلى الشام والحجاز في الفترة ما بين 784-923 / 1382-1517م) وسبب هذنه التسمية : آن ملؤلاء السماليك استقدموا على هيثة عبيد من بلاد الكركيز والقبجاق، واستخدموهم في حماية القلاع والحصون، فكانت [قامتهم في أبراجها
Bogga 31