267

============================================================

وباع أرضأ من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسم ذاك المال في بني زهرة، وفقراء السلمين، وأمهات المؤمنين، وبعث إلى عائشة رضي الله عنها بمال من ذلك، فقالت عائشة : (أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لن يحنو عليكم بعدي إلا الصالحون " سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة) وروي : آن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ولن تدخل الجنة إلا زحفا، فأقرض الله عز وجل. . يطلق لك قدميك "(1)، قال ابن عوف : وما الذي أقرض الله عز وجل يا رسول الله؟ قال : "تتبرأ مما أمسيت فيه " ، قال : من كله أجمع يا رسول الله؟

قال : "نعم4، فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك، فأتاه جبريل عليه السلام فقال : (مر ابن عوف فليضف الضيف، وليطعم المسكين، وليعط السائل، فإذا فعل ذلك . . كان كفارة لما وفيه) وعن الزهري قال : تصدق عبد الرحمان بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف دينار، ثم تصدق بأربعين ألفا، ثم أربعين ألفا، ثم حمل على خس مثة فرس في سبيل الله، ثم حمل على آلف وخمس مثة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة، وأعتق ثلاثين آلف بيت .

وأتي بطعام وكان صائا، فقال : (قتل حمزة ولم نجد ما نكفته فيه، وهو خير مني وقتل مصعب بن عمير وهو خير مني فلم نجد ما نكفته فيه، وقد أصبنا منها ما قد أصبنا، واني لأخشى أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في الدنيا) ولم يأكل (2) .

وقال علي رضي الله عنه يوم مات عبد الرحنن بن عوف : (اذهب عنها ابن عوف، فقد أدركت صفوها، ونشقت رنقها(2)) [انتهن "الحلية 100-98/1] .

وقال شيخ الإسلام النووي - قدس الله روحه - : ولد عبد الرحمنن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين، وهو أحد الثمانية السابقين الى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، واحد الستة الذين هم أهل الشورى، وأحد الثلاثة الذين انتهت إليهم (1) اخرجه بنحوه الحاكم (252/3).

(2) اخرجه البخاري (1274) .

(3) الرثق : الكدر.

Bogga 267