============================================================
انصرف. . أقبل على علي وعثمان، فقال : إني قد سألت الناس عنكما، فلم أجد أحدا يعدل بكما أحدا، ثم أخذ العهد على كل واحد متهما أيضا، لثن ولاه. . ليعدلن، ولئن ولي عليه.. ليسمعن وليطيعن، فقالا: نعم : ثم خرج بهما الى المسجد وقد لبس عبد الرحمان العمامة التي عممه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقلد سيفا، وبعث إلى وجوه الناس من المهاجرين والأنصار ليحضروا المسجد، ونودي في الناس عامة : الصلاة جامعة، فامتلا المسجد حتى غص بالناس، وازدحم الناس، وتراصوا، حتى إنه لم يحصل لعثمان بن عفان موضع يجلس فيه الا في آخر باب المسجد، وكان رجلا حييا ، ثم صعد عبد الرحمان بن عوف مثبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على الدرجة التي كان يجلس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف وقوفا طويلا، ودعا دعاء طويلا لم يسمعه الناس، ثم تكلم، فقال : أيها الناس؛ إني قد سالتكم سرا وجهرا ، مثنى وفرادى، جمعا وأشتاتا، فلم أجدكم تعدلون بأحد هذذين الرجلين، إما علوع وإما عثمان، فقم إلي ياعلي، فقام إليه، فوقف تحت المنبر، وأخذ عبد الرحمان بيده، فقال له : هل آنت مبايعي على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ؟ قال : اللهم؛ لا، ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي، قال : فأرسل يده، وقال : قم يا عثمان، فأخذ بيده، فقال : هل آنت مبايعي على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟ فقال : اللهم؛ نعم ، قال : فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان - فقال : اللهم؛ اسمع واشهد، اللهم، اسمع واشهد، اللهم؛ اسمع واشهد، اللهم؛ قد جعلت ما في رقبتي من ذاك في رقبة عثمان، قال : وازدحم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه تحت المنبر، قال : وقعد عبد الرحمان بن عوف مقعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأجلس عثمان تحته على الدرجة الثانية، وجاء الناس يبايعونه، وبايعه علي بن أبي طالب أولا، ويقال : آخرا .
مذا هو الثابت في ولاية عثمان، ولا تغتر بما سوى هلذا مما ينقله الروافض؛ فإنه لا أصل له، والله سبحانه أعلم.
ومما كان من الفتوحات العظيمة في خلافة عثمان رضي الله عنه : فتح افريقية، وذلك في
Bogga 224