199

============================================================

قيصه وردائه، فقلت: اقضني يا محمد حقي، فوالله؛ ما علمتكم بني عبد المطلب لمطال، لقد كان لي بمخالطتكم علم، فنظرت الى عمر وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، فقال : يا يهودي؛ أتفعل هذذا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالذي بعثه بالحق؛ لولا ما أحاذر فوته.. لضربت بسيفي رأسك، قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر الى عمر في سكون وتؤدة وتبشم، ثم قال : يا عمر؛ أنا وهو كنا إلى غير هذذا منك أحوج، أن تأمرني بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة، اذهب يا عمر، فاقضه حقه، وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته... وذكر الحديث في إسلامه . انتهى ( السنن الكبرى 52/69) .

وقال الإمام أبو حامد الغزالي - قدس الله روحه - : روي عن عمر رضي الله عنه : آنه قالت له ابنته حفصة حين فتح الفتوحات : البس الين الثياب إذا قدعت عليك الوفود من الآفاق، ومز بصنيعة طعام تطعم وتطعم لمن حضر، فقال : يا حفصة؛ ألست تعلمين آن أعلم الناس بحال الرجل أهل بيته ؟ فقالت : نعم ، قال : ناشدتك الله ؛ هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث في النبوة كذا وكذاسنة لم يشبع هو ولا آعل بيته غدوة.

الا جاعوا عشية، ولم يشبعوا عشية .. إلا جاعوا غدوة ؟ وناشدتك الله ؛ هل تعلمين آن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث في النبوة كذا وكذا سنة لم يشبع من التمر هو ولا أهله حتى فتح الله عز وجل عليهم خيبر وناشدتك الله ؛ هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمتم اليه يوما طعاما على مائدة فيها ارتفاع، فشق ذلك عليه حتى تغير لونه، ثم أمر بالمائدة ، فرفعت ، ووضع الطعام على دون ذلك ، أو وضع على الأرض 9 وناشدتك الله ؛ مل تعلمين أن رسول اله صلى الله عليه وسلم كان ينام على عباءة مثنية فطويتموها ليلة، فنام عليها، فلما استيقظ. قال : "منعتموني قيامي الليلة بهاذه العباءة، أعيدوها كما كانت" ، وناشدتك الله ؛ هل تعلمين آن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع ثيابه لتغسل، فياتيه بلال، فيؤذنه بالصلاة، فما يجد ثوبا يخرج به إلى الصلاة حتى يلبس ثياب النساء فيخرج فيها إلى الصلاة؟ وناشدتك الله ؛ هل تعلمين آن امرآة من بني ظفر صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كساءين ازارا ورداء وبعثت إليه بأحدهما قبل آن يبلغ الآخر، رضي الله عنه وأرضاه. انتهى ("الاحيء"222-221/4]

Bogga 199