168

============================================================

والمرضى والصبيان، فأحصوهم، فوجدوهم أربعين ألفا، ثم زاد الناس حتى صار من يتعشى عنده نحو عشرة آلاف، والآخرون خمسين ألفا، فلم يزالوا كذلك حتى أرسل الله السماء، فلما مطروا.. وكل بكل قوم جماعة حتى يخرجوهم إلى بلادهم ، وأعطاهم زادا بوصلهم وعن مالك بن أوس بن الحدثان من بني نصر قال : قدم من قومي مثة بيت، فكان من جاءه منهم.. يطعه، ومن لم يأت.. أرسل إليه بالدقيق والتمر والأدم شهرا بشهر، ويتعاهد مرضاهم، ويرسل آكفان من مات منهم، ويأتي بنفسه فيصلى عليهم وكانت قدور آمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يقوم اليها العمال في السحر يعملون حتن يصبحوا، ثم يطعمون المرضى منهم، ويعملون العصائد(1)، ويأمر بالزيت، فيوضع في القدور الكبار ليكسر حره، ثم يثرد فيه الخبز، فيأكل الناس، وهو مع ذلك صائم، رضي الله عنه وأرضاه انتهى [8 تاريخ همر بن الخطاب 83-20] وقال أبو القرج - رحمه الله - : وقال زيد بن أسلم ؛ عن أبيه : كنا نقول : لو لم يرفع الله عام الرمادة.. لظننا أن عمر رضي الله عنه يموت هما بأمر المسلمين: وعن ابن شهاب رحمه الله تعالى : آن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عام الرمادة - وكانت سنه شديدة، بعدما اجتهد في امداد العرب بالابل والقمح والزيت، قام يدعو، وقال : (اللهم؛ اجعل رزقهم على رؤوس الجبال)، فاستجاب الله عز وجل له وللمسلمين، وقال : فقال عمر رضي الله عنه حين نزل الغيث : (الحمد لله، فوالله؛ لو أن الله عز وجل لم يفرجها : ما تركث بأهل بيت من المسلمين معهم سعة .. إلا أدخلت معهم أعدادهم من الفقراء، فلم يكن اثنان يهلكان من الطعام على ما يقيم واحدا) وعن الفضل بن عميرة : أن الأحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وفد من العراق؛ قدموا عليه في يوم صائف شديد الحر، وهو محتجز بعباءة له، يهنا(2) بعيرا من إبل الصدقة، فقال : يا أحنف؛ ضع ثيابك، وهلم فأعن أمير المؤمنين على هذذا البعير؛ فإنه من ابل الصدقة، فيه حق لليتيم والمسكين والأرملة، فقال رجل من القوم : (1) قصائد - جمع قصيدة - : هي دقيق يلث بالسمن ويطبغ (2) بهتا : يطلي بالهناء، وهو القطران، وكان هذذا البعير أجرب، والذي عتدنا في المخطوطات : (فشرد بعير) ولعل ما أثبتناء الصواب ، والله أعلم

Bogga 168