============================================================
فقال أبو قحافة : يا عتيق؛ هلؤلاء الملأ، فأحسن صحبتهم ، فقال أبو بكر : يا أبت؛ لا حول ولا قوة إلا بالله، طوقت عظيما من الأمر، ولا قوة لي به ولا يدان إلا بالله، ثم قال : هل من أحد يشتكي ظلامة ؟ فما أتاه أحد، وأثنى الناس على واليهم ومن كلامه رضي الله عنه : (قد وليت أمركم ولست بأخيركم، إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له الحق، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق، فإن أحسنت.. فأعينوني) وفي رواية : (إذا رأيتموني استقمت.. فاتبعوني، واذا رأيتموني زغت(1).
فقوموني) وكان سبب موت أبي بكر رضي الله عنه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه ما زال منها كمدا، فما زال جسمه يجري كمدا وحزنا حتى مات رضي الله عنه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لما مرض أبو بكر مرض الموت.. قال : (انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة، فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي) فنظرتا، فإذا عبد نوبئ كان يحمل صبيانه، وناضح كان يسقي بستانا له، فبعثناهما إلى عمر، فبكن عمر حتى بل التراب من دموعه، وقال : (رحمة الله على أبي بكر؛ لقد أتعب من بعده تعبا شديدا) وعنها قالت : (لما ثقل أبو بكر رضي الله عنه. . قال: أي يوم هذا؟ قلنا : يوم الإثنين ، قال : فإني أرجو ما بيني وبين الليل: وكان عليه ثوب فيه آثار؛ فقال : إذا أنا مت.. فاغسلوا ثوبي هذا وضموا إليه ثوبين جديدين، وكفنوني في ثلاثة أثواب؛ فقلنا : أفلا نجعلها كلها جددا ؟ قال : لا، إنما هو للمهلة، فمات من ليلة الثلاثاء) أخرجه البخاري (1321) .
توفي أبو بكر رضي الله عنه بين المغرب والعشاء ، لثمان ليال بقين من جمادى الأخرة، سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وأوصى أن تغسله أسماء، وأن يدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى عليه عمر رضي الله عنهما بين القبر والمتبر، ونزل في حفرته ابته عبد الرحمن وعمر وعثمان وطلحة. رضي الله عنهم أجمعين انتهى ["الصفوة "110-105/1] : (1) ملت عن الحق
Bogga 151