============================================================
الجنة، فلما استنفر أبو بكر الصديق رضي الله عنه المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب .. سار ثابت بن قيس فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة. هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت وسالم مولى آبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها، وقاتلا حتى قتلا رضي الله عنهما.
قال : ورأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه، فقال له : إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين، وانتزع مني درعا نفيسة، وتركه في أقصى العسكر ، وعند منزله فرس تستن (1) في طوله، وقد اكفأ على الدرع برمة(1)، وجعل فوق البرمة رحلا(3)، فأت خالد بن الوليد ، فليبعث إلى درعي، فليأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأعلمه أن علي من الدين كذا وكذا، ولي من المال كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، واياك أن تقول هذا حلم فتضيعه.
قال : فأتي خالد إلى الدرع، فوجدها كما ذكر، وقدم على الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فأخبره، فأنفذ الخليفة أبو بكر رضي الله عنه وصيته بعد موته، فلا نعلم أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، ولهذا الحديث وهذذه القصة شواهد أخر ، والحديث المتعلق بقوله تعالى : ( يكأيها الذين *امثوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) في " صحيح مسلم 11974) عن أنس .
وقال حماد بن سلمة رحمه الله : عن ثابت، عن آنس رضي الله عنه : آن ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر اكفانه، وقال : (اللهم، إني أبرأ إليك مما جاء به هلؤلاء، وأعتذر إليك مما صنع هلؤلاء)(4) فقتل، وكان له درع فسرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال : إن درعي في قذر تحت الكانون في مكان كذا وكذا، وأوصاه بوصايا، فطلبوا الدرع، فوجدوها وأنفذوا الوصايا . ورواه الطبراني (في "الكير:65/2) أيضا، والله أعلم.
(1) استن الفرس : عدا لمرحه ونشاطه شوطا أو شوطين ولا راكب عليه (2) البرمة : القدر.
(3) الرحل : هو للبعير بمثابة السرج للفرس:.
4) أراد بالأولى الكفار، وبالثانية المسلمين
Bogga 143